ينظر الرئيس السابق للرابطة الوطنية الاحترافية محمد مشرارة إلى الاتفاق المبرم بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، على أنه لبنة جديدة في تطبيق الاحتراف في بلادنا، ويثمنه على أساس أنه يضمن مستقبل لاعبي الأندية الاحترافية في المجال الاجتماعي. ❊ ما رأيكم في الاتفاق الأخير المبرم بين «الفاف» والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء؟ ❊❊ أعرف جيدا هذا الملف، وسايرته أثناء ترؤسي الرابطة الوطنية الاحترافية في السنوات الفارطة، وكنت من بين مسيري كرة القدم الجزائرية الذين كانوا يطالبون باستمرار، بضرورة أن تقوم الأندية المحترفة بتأمين لاعبيها وموظفيها. وكانت الاتحادية الجزائرية بقيادة الحاج محمد روراوة، قد قررت دفع اشتراكات الأندية المحترفة لدى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء خلال الخمس سنوات الأخيرة. لكن أثناء مراسيم الاتفاق بين الطرفين، قام مسيرو «الفاف» بتقديم شيك بنكي للصندوق بقيمة واحد وثلاثين مليار سنتيم. ❊ قال مسيروها بأنه مبلغ مجاني؟ ❊❊ الشيك البنكي الذي قامت «الفاف» بتقديمه لمسيري الصندوق لا يمثل في رأيي مبلغا مجانيا، بل كان يمثل حقوق اشتراكات الأندية المحترفة للصندوق في السنوات الخمسة الأخيرة، التي وعدت الاتحادية بتسديدها بعد أن عجزت هذه الأندية عن دفع الاشتراكات. قد تظنون أن «الفاف» أرادت أن تغطي حقوق اشتراكات الأندية الاحترافية لدى الصندوق بصفة مجانية، لكن الحقيقة ليست كذلك، لأن الهيئة الفيدرالية الوطنية ستقوم باسترجاع أموالها من المداخيل التي تقبضها الأندية المحترفة فيما يسمى بحقوق البث التلفزيوني لمباريات الأندية المحترفة، أي ما يعادل مائتي مليون سنتيم من كل ناد محترف. الآن، كل الأندية المحترفة ملزمة بتقديم اشتراكاتها للصندوق ابتداء من الفاتح جانفي 2017، تطبيقا للمرسوم 16.152 الصادر في 23 ماي 2016 المحدد لأساس ونسبة الاشتراك والأداءات التي يقدمها نفس الصندوق لفائدة رياضي الأندية وتأطيرها الرياضي. ❊ ماذا يمثل مبلغ 270.000 دج الملزم لكل لاعب تقديمه كقيمة اشتراكاته للصندوق؟ ❊❊ هذا المبلغ يمثل الأجر القاعدي لكل لاعب محترف، وهو ملزم بدفع 9 في المائة من الراتب الذي يصرح به النادي لدى الصندوق الوطني، وكان رئيس الرابطة الاحترافية الوطنية محفوظ قرباج قد وعد بمعاقبة كل ناد لا يلتزم باحترام المرسوم الخاص بحقوق الاشتراكات لدى الصندوق. ❊ ربما كان من الأفضل على الاتحادية الجزائرية والرابطة الوطنية الاحترافية، الانطلاق في عملية تسقيف أجور اللاعبين قبل إبرام الاتفاق مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء؟ ❊❊ من غير الممكن لهاتين الهيئتين التوجه نحو هذا الخيار لأسباب تنظيمية وقانونية أيضا، بل حتى الدولة لا يمكنها أن تقوم بذلك، وأظن أن خيار ضمان اشتراكات لاعبي الأندية الاحترافية يمثل إحدى الخطوات التي يجب القيام بها لتأسيس تطبيق الاحتراف لكرة القدم في بلادنا. ❊ ما هو الفرق بين لاعبي اليوم واللاعبين القدامى في مجال الضمان الاجتماعي؟ ❊❊ هناك تباين وفرق كبيرين في مجال الضمان الاجتماعي، وليس هناك مجال للمقارنة بين جيل اليوم والأجيال السابقة. تمعنوا فقط الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يتواجد فيها كثير من اللاعبين القدامى، وفي كثير من الأحيان تضطر الجمعية التي تمثلهم برئاسة علي فرقاني، إلى نجدتهم من أجل التخفيف من مشاكلهم الاجتماعية.