"موز" هو العنوان الذي اختارته الزميلة "أوريزون" لمجلتها الشهرية المتخصّصة في الشؤون الثقافية التي صدر أوّل أمس العدد صفر منها لتدعّم بذلك النسيج الإعلامي الجزائري، وتضيف لبنة لقطاع الإعلام العمومي. افتتاحية العدد أرادت أن تبرّر مسألة اختيار "موز" عنوانا للمجلة، حيث أشارت إلى أنّ "موز" فضاء يجد فيه القارئ ضالته من خلال أركان تبعث على الاسترخاء وتضيف شيئا لمعارفه، وأيضا "موز هو اسم قد يكون اسمك (...) وتكتشف فيه كلّ ما يساعد على راحتك وهي الزيادة في معارفك، ووسيلة للرجوع بالنص والصورة إلى عالم الثقافة القائم حول أخبار ليست دائما معروفة بما فيه الكفاية" . "موز" في ثمان وأربعين صفحة تثمن التراث الثقافي الجزائري بمختلف أبعاده الحضارية الضاربة في أعماق تاريخ البشرية، وهو ما أخذه الطاقم الصحفي الشاب على عاتقه من خلال تخصيص عدد معتبر من الصفحات للتطرّق لمعالم الجزائر العمرانية والحضارية على غرار مدينة الزيانيين القديمة "تلمسان، مدينة ياغموراسن" حيث تمّ استعراض أهمّ الأحداث التي شهدتها المدينة العتيقة التي شيّدها العاهل الزياني ياغموراسن ابن زيان. المسائل المتعلّقة بالنشر وعالم الكتاب وكذا استراتيجية المؤسّسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار حملها الحوار الذي أفردته المجلة للسيد أحمد بوسنة المدير العام للمؤسّسة بمناسبة افتتاح مكتبة "الراشدية" بشارع العربي بن مهيدي، حيث أشار السيد بوسنة إلى أنّ المؤسّسة تعمل على توسيع شبكتها المكتبية عبر كامل التراب الوطني خدمة للكتاب وللثقافة الجزائرية، معتبرا "الرشيدية" نافذة مفتوحة على المعرفة والعلم. وخصّص العدد صفر أيضا مساحة معتبرة للموسيقى وبالأخص الطابع القناوي الذي ينتظر من يجسّده كتابيا بعد أن كان لسنوات لا تحصى ينقل شفويا من جيل إلى آخر، وفي نفس السياق طرحت على محافظ المهرجان الدولي لموسيقى القناوي حسين زايدي عددا من الأسئلة التي تصبّ في ضرورة تثمين هذا الإرث الغنائي. المدينة البربرية القديمة "مدوكال" سلّطت عليها "موز" الأضواء عبر روبورتاج جميل يروي محطات منيرة من تاريخ هذه المدينة، وهو الروبرتاج الذي دعّمه حوار مع عالم الاجتماع الجزائري ناصر جابي الذي أشار إلى الطابع الحضري لهذه المدينة القديمة للأوراس، وكذا حوارا مع ابراهيم عريوات صاحب دراسة قيّمة حول الحفاظ على القصر القديم لمدوكال. "موز" حملت بين طيات صفحاتها الكثير من المواضيع الثقافية والأحداث التي تصبّ في المشهد الثقافي الوطني في شتى روافد الفن والثقافة على غرار المسرح، الموسيقى، التراث وكذا موضوعا صغيرا عن "برج بوليلى"، "المدنية"، "سيدي امحمد"، ووقفة عند إبداع المرأة" عبر بورتريه ل"نا طاوس" عميدة الزربية وغيرها من المواضيع الثقافية.