يتخوف العديد من الأولياء على أبنائهم بسبب الندرة الكبيرة للقاحات الرضع التي تشهدها مختلف المراكز الصحية بولاية قسنطينة منذ أزيد من شهرين، حيث يصطدم الأولياء في كل مرة بغياب لقاح معيّن يضمن سلامة رضيعهم بالرغم من تطمينات الأطباء بأن ذلك لن يؤثر على صحة أطفالهم، الأمر الذي أثار حفيظة واستياء المواطنين، خاصة أن سيناريو الندرة يعيد نفسه في كل مرة، حيث أكد الأولياء ممن التقتهم «المساء» خلال زيارتها لعدد من مؤسسات الصحة الجوارية بكل من بلدية قسنطينة وكذا المدينة الجديدة علي منجلي وعين السمارة والتي تعرف كثافة سكانية عالية، أن غياب وندرة اللقاحات بات عاديا بالنسبة لهم، إذ تعرف بعض اللقاحات غيابا كليا لأكثر من شهرين، ويتعلق الأمر بلقاحات البرنامج الجديد للرضع في سن ثلاثة وأربعة أشهر، وكذا لقاحات البرنامج القديم للرضع لخمسة وتسعة أشهر وكذا السنة. وأضاف الأولياء أنهم في كل أسبوع يتوجهون إلى المؤسسات الاستشفائية للسؤال عن هذه اللقاحات، ليكون الجواب هو نفسه في كل مرة، وهو عدم توفر اللقاحات، كون هذه المراكز الصحية لم تستلم أي جرعات من مديرية الصحة بالولاية، الأمر الذي أثار تخوفهم واستياءهم من انعكاس الأمر بالسلب على صحة أبنائهم، خاصة أن ندرة اللقاحات طُرحت بحدة خلال السنة الجارية، وهناك الكثير من الرضع من لم يخضعوا إلاّ للقاح واحد فقط منذ الولادة، فبالرغم من الحملات التي تشنها الوزارة بضرورة تلقيح الأطفال في المواعيد المحددة لهم، إلا أنها في ذات الوقت عجزت عن توفير العديد من اللقاحات خاصة منها المتعلقة بالرضع البالغين من العمر شهرين، والخاضعين لجدول التلقيح الوطني الجديد لسنة 2016. من جهتها مصادر من مديرية الصحة بالولاية، أكدت أن العجز في توفير اللقاح وطنيا وليس فقط على مستوى الولاية، حيث أضافت ذات المصادر أن المديرية تعرف عجزا كبير في اللقاحات بعد نفاد كل كميات اللقاح لديها. والمشكل مطروح بحدة في ظل عدم وصول أي كميات جديدة من العاصمة رغم الطلبات المرفوعة إلى الوصاية في كل مرة، حيث مازال الإشكال قائما بدون تحديد موعد معيّن لتوفير هذه اللقاحات، فيما لازال الأولياء يعيشون رحلة بحث لا متناهية عن اللقاحات عبر مختلف مؤسسات ومراكز الصحة الجوارية.