تتواصل ندرة لقاحات الرضع باختلاف أنواعها، رغم تطمينات الوزير في كل مناسبة بتوفرها. فالواقع يؤكد فعلا وجود ندرة من خلال عجز آلاف الأولياء عن تلقيح أبنائهم. وهي الوضعية التي وضعت مسؤولي المؤسسات الاستشفائية الجوارية في ورطة. سبق أن تطرقنا في عدة مرات لندرة اللقاحات الموجهة للرضع، بدءا من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي الهام جدا، غير أن الوزارة لم تحرك ساكنا، بل أن الوزير لا يتردد في كل تصريحاته في التأكيد على توفر اللقاحات، غير أن مراسلات مديريات الصحة لكل من الوزارة ومعهد باستور تؤكد العكس تماما، حيث تشير المراسلات، التي سبق أن تطرقنا إليها، إلى وجود مشكل حقيقي تسبب في نشوب توترات بين أولياء الأطفال وعمال المؤسسات الاستشفائية الجوارية المكلفة بعملية التلقيح. وعلى سبيل المثال، عبر العديد من مواطني تيزي وزو عن استيائهم من ندرة اللقاح الخاص بالأطفال على مستوى الوحدات الصحية، وهو الأمر الذي خلف تخوفا في أوساط الأولياء. استياء المعنيين جاء عقب إبلاغهم من قبل عمال العيادة متعددة الاختصاصات بانعدام اللقاح الموجه للأطفال البالغين 5 ,4 و6 أشهر. وتنتهج العيادات العمومية بتيزي وزو معيار الإقامة لاستقبال الأطفال للتلقيح، حيث لا يقبل أي طفل في مصلحة التلقيح إن كان يسكن خارج القطاع الجغرافي للعيادة، حتى إن كان في نفس المدينة ''إلا إذا كان من أصحاب المعارف''، وهو الأمر الذي يشتكي منه المواطنون ويعتبرونه مناقضا لأدنى قواعد التكفل بالمرضى. وفيما لم تحدد عيادة مدوحة أي تاريخ لتوفر اللقاح، مكتفية بدعوة الأولياء للتقرب من العيادة ''بعد عيد الأضحى''، يتخوف هؤلاء من التبعات الصحية التي يمكن أن تنجر عن ندرة هذا اللقاح. ويعود سبب الندرة أساسا إلى سوء تسيير ملف اللقاحات على مستوى معهد باستور، الذي لا تتقدم مصالحه بطلبيات الاستيراد في الآجال، ما يجعلها تسارع الزمن للحصول على كميات صغيرة لدى شركائها من المخابر، الذي يرفضون تسليم كميات كبيرة من اللقاحات ما لم تصلهم طلبيات في الآجال، لاستحالة اقتطاعها من حصص باقي زبائنهم من أجل ''سواد عيون'' مسؤولي باستور الجزائر.