أكد السيد عبد الوهاب نوري وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، أن مصالحه تعمل بجدية كبيرة للترويج للسياحة في الجزائر محليا، وعبر مختلف أنحاء العالم، في إطار سياسة تسعى للنهوض بهذا القطاع الذي يُعد من الأولويات للخروج من التبعية للمحروقات، وجعله محركا أساسيا للاقتصاد الوطني، على غرار قطاعي الفلاحة والصناعة. وأوضح نوري على هامش افتتاحه الطبعة الثامنة من الصالون الدولي للسياحة والأسفار والنقل والتجهيزات الفندقية تحت شعار «السياحة للجميع»، أنه بغرض التعريف بالقدرات السياحية للجزائر، تم وضع برنامج للتوأمة بين المؤسسات الفندقية الجزائرية ونظيراتها في مختلف أنحاء العالم، كاشفا عن الدعم الكبير الذي تلقاه الجزائر من قبل الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، التي كانت أشرفت الأسبوع الماضي على ملتقى دولي ضم 21 دولة من بلدان المغرب العربي وإفريقيا، واصفا هذا الملتقى بالمثمر جدا، والذي سيسمح للجزائر بالتواجد بقوة في خارطة السياحة الدولية، بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها، خاصة الطبيعية، والتي تجعل منها بلدا جذابا وآخاذا للعقول والقلوب. 584 مشروعا فندقيا في طور الإنجاز وكشف وزير القطاع أن ما لا يقل عن 584 مشروعا من أصل 1600 معتمدة لدى وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، في طريق الإنجاز، 70 منها بوهران، مما يوفر 70 ألف سرير، مؤكدا استعداد وزارته لمرافقة المهتمين، وكل من يريد الاستثمار في هذا المجال، وتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم. الخليجيون مرحَّب بهم ومزايا هامة تنتظرهم وفي هذا الإطار، أكد الوزير نوري الانفتاح على الاستثمار الخاص الأجنبي ودعمه، لافتا إلى المزايا الهامة التي قدمتها السلطات العمومية في إطار استقطاب أكبر عدد ممكن من المستثمرين، واجتهادها في العمل مع الخليجيين بصفة عامة وليس السعوديين فحسب، على أساس تطوير وترقية التعاون في المجال السياحي. مليار دولار لعصرنة 65 فندقا عموميا ومن جهة أخرى، فنّد الوزير الأطروحات التي تحدثت عن نهاية عهد القطاع العام للسياحة في الجزائر. وأكد في هذا الإطار أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رصد مبلغ مليار دولار لعصرنة ما لا يقل عن 65 فندقا تضمها الحظيرة الفندقية، التي يعود أغلبها إلى سبعينيات القرن الماضي، داعيا المتعاملين المكلفين إلى مضاعفة الجهود حتى يكتمل البرنامج في آجاله المحددة، وبالتالي تطوير الوجهة السياحية الجزائرية. كثرة العرض تتحكم في الأسعار وتقضي على الاحتكار اعترف المسؤول الأول عن قطاع السياحة في الجزائر، بأن مصالحه عاجزة عن التحكم وتسيير الأسعار بالفنادق السياحية، بسبب نقص إمكانيات الاستقبال الكافية التي تبعث التنافسية بين المؤسسات الفندقية، مؤكدا أن احتكار الأسعار سيكسره دخول أغلب المشاريع الجاري إنجازها قيد الاستغلال، ما يعني تدعيم الحظيرة الفندقية بما لا يقل عن 200 ألف سرير جديد. كما وضع نوري حجر الأساس لإنجاز فندق بطريق المطار الدولي، وهو ثمرة شراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن إنجاز الشركة الخليجية المتوسطية للإنشاءات في مدة لا تتعدى 24 شهرا، وبتكلفة مالية بمليار ونصف مليار دج. ويحتوي هذا الفندق على 121 غرفة، من ضمنها 12 جناحا تنفيذيا وجناحان رئاسيان. وكان نوري قد أشرف في وقت سابق، على افتتاح الصالون الدولي للسياحة، الأسفار، النقل والتجهيزات الفندقية «سياحة 2017» في طبعته الثامنة بمركز الاتفاقيات أحمد بن محمد بوهران، طبعة هذه السنة تحت شعار «السياحة للجميع»، ويشارك فيها 180 عارضا من 10 بلدان أجنبية، هي: أندونيسيا، تركيا، فرنسا، تونس، إيران، الأردن، مالطا، إسبانيا، الهند وتايلاندا. وبالمناسبة، دعا الوزير عبد الوهاب نوري المتعاملين الجزائريين إلى العمل على الترويج لصورة الجزائر والوجهة السياحية بها، بتقديم أفضل الخدمات للزبائن والسياح. وأوضح مدير «أسترا» للاتصالات السيد داودي المشرف على تنظيم الصالون، أن العديد من القطاعات ساهم في الحدث، على غرار وكالات السفر ومنظمي الرحلات السياحية وشركات الطيران والفنادق والمنتجعات والمشاريع الجديدة ومدارس التدريب على الوظائف في قطاع السياحة، ووكلاء السياحة والمصارف والتأمين ومراكز الترفيه والتسوق والشركات البحرية والسكك الحديدية والسياحة النشطة والمغامرات والسفارات والاستعلامات السياحية ووسائل الإعلام وكذلك الجمعيات المتخصصة. وتنفرد طبعة هذا العام بتخصيص جناح خاص لمعدات وتجهيزات الفنادق، وفتح أجنحة مخصصة بالكامل للعلاج بالمياه والسياحة الصحية والعافية والجمال والنحافة، مع حضور مراكز مثل مركز سيدي فرج للعلاج بمياه البحر، ومنتجع الأندلسيات الذي دشن مركزا جديدا للعلاج بمياه البحر وحمامات، وكل هذه الأجنحة مدعومة بأطباء وأخصائيين مستعدين لتقديم كل الإرشادات والنصائح للزائرين.