تشهد المدارس الابتدائية المتواجدة وسط النسيج الحضري لبلدية الرغاية شرق العاصمة، اكتظاظا رهيبا أمام عددها القليل مقابل تواجد كثافة سكانية كبيرة بالأحياء السكنية الكبرى، إذ من المنتظر أن يتفاقم مشكل الاكتظاظ مع تدشين مشاريع سكنية جديدة بالبلدية، واستحالة تشييد مؤسسات تربوية جديدة أمام غياب العقار المناسب. كشفت الجولة الاستطلاعية التي قامت بها «المساء» على مستوى المدارس الابتدائية بأحياء بلدية الرغاية، وجود تباين كبير بين عدد المدارس الابتدائية القليلة المتواجدة بوسط النسيج الحضري، والتي تعاني اكتظاظا كبيرا في الأقسام، مقابل وجود عدد معتبر من المؤسسات التربوية بالأحياء شبه الحضرية وكثافة سكنية متوسطة، وهو الأمر الذي خلق ضغطا كبيرا على المؤسسات التربوية المتواجدة بوسط المدينة، مع ارتفاع الكثافة السكانية كل سنة، إذ من المنتظر أن يتضاعف مشكل الاكتظاظ بعد استلام مشاريع سكنية جديدة وكذا غياب مشاريع لبناء مؤسسات تربوية جديدة بسبب انعدام الأوعية العقارية المناسبة، حيث تتوفر بلدية الرغاية على أزيد من 25 مدرسة ابتدائية، أغلبها على مستوى الأحياء السكنية شبه الحضرية. 1200 تلميذ في مدرسة ابتدائية المدرسة الابتدائية «محمد الباي» تُعتبر من بين أكبر المؤسسات التربوية الواقعة وسط مدينة الرغاية، حيث تحتضن ابتدائية «محمد الباي» أزيد من 1200 تلميذ، موزعين على 23 قسما. وتشهد هذه المنشأة التعليمية اكتظاظا كبيرا، بات لزاما على المجلس المحلي المنتخب إيجاد حل سريع لاحتواء المشكل الخاص بالاكتظاظ؛ عن طريق إنجاز مدارس ابتدائية جديدة بالمنطقة لتخفيف الضغط المسجل على مستوى الأقسام التعليمية بالنظر إلى الكثافة السكانية المرتفعة بالمنطقة، التي تستدعي، على الأقل، إنجاز ثلاث مدارس ابتدائية بالمنطقة لاحتواء كل التلاميذ المتمدرسين بعد أن يتمكن المجلس من إيجاد أوعية عقارية مناسبة لتجسيد مشاريع مماثلة. وأكد بعض مديري المدارس الابتدائية بوسط مدينة الرغاية في حديثهم مع «المساء»، أن توزيع عدد المدارس الابتدائية وسط النسيج الحضري لمدينة الرغاية، لم يطرأ عليه تحيين منذ سنوات بالنظر إلى المستجدات القائمة، والمتعلقة بارتفاع الكثافة السكانية بوسط المدنية، مقابل انعدام مشاريع تخص تشييد مؤسسات تربوية تمتص الاكتظاظ الرهيب المسجل بالأقسام. أقسام ب 45 تلميذا في ابتدائية «عبد الرحمن العلوي» مشكل الاكتظاظ بالمدارس الابتدائية المتواجدة على مستوى بلدية الرغاية، يكاد يكون القاسم المشترك بين الكثير من المنشآت التعليمية، لاسيما أن ذات المشكل يتعلق بالهياكل التربوية التي تتواجد بالوسط الحضري، مع تواجد هياكل تربوية قليلة مقارنة بالكثافة السكانية، لاسيما أن مشكل العقار يبقى من بين أكر العقبات للمجالس المحلية المنتخبة لتجسيد مشاريع تتعلق بالمدارس الابتدائية، حيث أكدت الأسرة التربوية بابتدائية «محمد العلوي» أن عدد التلاميذ ببعض الأقسام قد يتجاوز في بعض المرات 45 تلميذا، وهو العدد الذي يشكل عائقا في وجه تلقين الدروس بشكل جيد. كما أن العدد الكبير للتلاميذ يؤثر على الاستيعاب، وهو ما ينعكس سلبا على النتائج. المصالح المحلية توضّح أكد نائب رئيس بلدية الرغاية المكلف بالتخطيط ومتابعة المشاريع، اعمر ديرة، أنه لا يوجد توازن بين عدد المدارس الابتدائية المتواجدة وسط النسيج الحضري، التي يبقى عددها قليلا بالنظر إلى الكثافة السكانية المعتبرة، وبين عدد المؤسسات المتواجدة خارج وسط المدينة، مشيرا إلى أن خريطة توزيع المدارس عبر بلدية الرغاية يجب إعادة النظر فيها لتحقيق التوازن من جديد، لاسيما أن بلدية الرغاية استقبلت عددا كبيرا من المشاريع السكنية. وتابع ذات المسؤول في لقائه ب «المساء»، أن بلدية الرغاية تتوفر على 25 مدرسة ابتدائية، لكن المشكل الكبير في توزيع تلك المدارس الابتدائية بطرق غير مضبوطة، حيث يتواجد عدد قليل من المنشآت التعليمية في الوسط الحضري للمدينة، مقابل كثافة سكانية مرتفعة جدا، وهو الأمر الذي دفع المجلس إلى التفكير في إنجاز مدارس جديدة، حيث اقترح المجلس على سبيل المثال، قطعة أرضية بحي «الباي الغربي» أمام الملحقة البلدية، وتم إتمام كل أشكال الدراسات التقنية. وخُصص للمشروع 7 ملايير سنتيم، وتم تمرير المشروع على لجنة الصفقات، غير أن الصفقة انتهت بعدم جدواها، حيث كان يعوَّل على المشروع تخفيف الضغط عن ابتدائية «عبد الرحمن العلوي»، مشيرا في معرض حديثه إلى أنه يتعين إعادة النظر في توزيع المؤسسات التربوية بالرغاية، بشكل يتناسب مع تواجد الكثافة السكانية.