تطفو إلى السطح في كل دخول اجتماعي، العديد من المشاكل المتعلقة بالتمدرس بولاية المسيلة، وهي من بين الأسباب الحقيقية التي أثرت سلبا على النتائج المحصلة طيلة السنوات الماضية، جعلت الولاية تحتل المراتب الأخيرة وطنيا. على رأس هذه المعوقات التربوية مشكلة النقل والإطعام والتأطير، ولعل المشكل الأبرز الذي يطرح وبقوة دائما من جانب القائمين على المدارس من مديرين ورؤساء بلديات ومعلمين هو الاكتظاظ داخل الأقسام والمؤسسات التي وصل ببعض المدارس إلى 45 تلميذا بالقسم الواحد. على الرغم من المجهودات التي يبذلها القائمون على قطاع التربية بالمسيلة، من خلال برمجة إنجاز عدة منشآت جديدة تدخل الخدمة في أول يوم للدخول المدرسي، على غرار ثانويتين وثلاث ابتدائيات وست متوسطات، إلا أنها تبقى غير كافية بحكم التزايد المستمر في تعداد الملتحقين بالمدارس. وأكد رئيس بلدية المسيلة الميلود ذبيح ل»الشعب» وجود اكتظاظ كبير بعدة مؤسسات تربوية منتشرة عبر البلدية، وصل فيها تعداد التلاميذ المتمدرسين بالقسم الواحد إلى 45 تلميذا، مشيرا إلى أن هذه الوضعية سجلت على مستوى ابتدائية «أول نوفمبر» وابتدائية «واضح الميلود» والمجمع المدرسي «راجي الميلود»، ويضاف إلى هذا مشكلة التجمع السكاني الجديد المكون من مرحلي سد سوبلة، والذي ما يزال مشروع متوسطة جديدة يراوح مكانه مما يتطلب تسريع وتيرة انجازه خاصة وأن تعداد العائلات المرحلة فاق ال400 عائلة. وبالمقابل، أشار الميلود ذبيح إلى أن التجمعات السكنية للجهة الجنوبية ممثلة في لقشايش وأولاد منصور وأولاد عريبة ودوار الذبابحة، بحاجة ماسة إلى ثانوية جديدة للتخفيف من الاكتظاظ الكبير داخل أقسام المؤسستين المتواجدتين على مستوى البلدية. واقترح رئيس البلدية لتخفيف الاكتظاظ إضافة أقسام جديدة داخل المؤسسات التربوية، وتوسيع متوسطة عمار بن ياسر خاصة وأن المساحة الشاغرة بها تعتبر كافية لذلك، ونفس الشيء تعانيه عدة مدارس بالجهة الجنوبية للولاية على غرار متوسطة بتة السبتي ببانو والتي تعاني اكتظاظ داخل الأقسام بمعدل 45 تلميذ بالقسم الواحد جراء تمدرس العديد من تلاميذ التجمعات السكنية بها كالتجمع السكاني لقرية أولاد اللعبان ولمجادات ودوار لمعاريف وعضلة العزري. وأكد رئيس المنظمة الوطنية من أجل التنمية في الجزائر مكتب بلدية ولتام لحسن لعميد في اتصال مع « الشعب» أن الاكتظاظ داخل المدارس ,قد فاق حدود المعقول خاصة وأن عدد التلاميذ داخل القسم الواحد قد بلغ في سنوات ماضية أكثر من 49 تلميذ بالنسبة لأقسام السنة أولى والثانية ابتدائي وهذا على مستوى المدرسة الابتدائية لوبازيد احمد، بسبب إنعدام مدارس بالتجمعات السكنية خاصة وأن البعض من التلاميذ يقطعون يوميا 07 كلم مشيا على الأقدام انطلاقا من منطقة رأس الواد. وطالب رئيس الجمعية عبر جريدة «الشعب» ببرمجة مدرسة أخرى ليتسنى للتلاميذ الدراسة والقدرة على التحصيل العلمي، وفي ذات الشأن طرح أستاذ الرياضيات بمتوسطة صالحي عبد العزيز ببلدية برهوم عدة مشاكل تنجر عن ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، من بينها تأثيره الكبير على التحصيل العلمي للتلاميذ وخاصة وفي المواد العلمية التي تتطلب تركيز جيد وهدوء داخل القسم، مشيرا إلى أن الاكتظاظ داخل الأقسام والمدارس فرض على القائمين على المدارس اللجوء إلى الأقسام المتنقلة بين الحجرات. وأرجع المتحدث سبب الاكتظاظ إلى قلة المنشآت، وكذا عدم تسليم المنشآت الجديدة في وقتها المتزامن مع الدخول المدرسي، مستشهدا بذلك بعدة مؤسسات تعرف تأخرا في الانجاز على مستوى بلدية بلعائبة وعين الخضراء وغيرها من المنشآت الجديدة التي ما تزال قيد الانجاز.