شكل موضوع «علم النفس الصحة» محور أشغال الملتقى الوطني الأول الذي احتضنته جامعة الجزائر «2» أبو القاسم سعد الله، حيث ناقش فيه مختصون في علمي النفس والاجتماع أهمية تخصص «علم النفس الصحة» الجديد الذي يجمع بين الرعاية الصحية والعضوية والسيكولوجية للمريض، والتي يكون فيها للأخصائي النفساني دور كبير، إلى جانب الطبيب في تشخيص الحالة والعلاج والمرافقة فيما يخص الأمراض المميتة والمزمنة. بالنظر إلى أهمية الخدمات التي يقدمها الأخصائي النفسي والصحي للأشخاص المصابين بأمراض عضوية في مجال التشخيص والعلاج والمتابعة، كان لزاما حسب الأستاذة الدكتورة دليلة زناد رئيسة الملتقى ومديرة مخبر علم النفس الصحة والوقاية ونوعية الحياة، في تصريحها ل«المساء»، على هامش الملتقى، تسليط الضوء على هذا التخصص للتعريف به أكثر وتفعيله في المؤسسات الاستشفائية ومختلف مراكز العلاج، مشيرة إلى أنها أول من بادر إلى إدخال تخصص علم النفس الصحة بالجامعة الجزائرية على مستوى الماستر والدكتوراه، وقد تمكنا تقول من الإشراف على تخرج ثلاث دفعات في مجال علم النفس الصحة والعمل الجاري على مرافقتهم والإشراف على المزيد من الدفعات، بالنظر إلى الطلب المتزايد على هذا التخصص». وحول أهمية هذا التخصص من الناحية الميدانية، أكدت الدكتورة زناد أنها تظهر في الجمع بين الحالة النفسية والعضوية للمريض، أي المرض في حد ذاته، خاصة المزمن منه، ولعل الميزة في هذا التخصص أنه يولي أهمية كبيرة لكل الاضطرابات التي تطرأ على المرض العضوي، وفي المقابل يطرح هذا التخصص البرامج الوقائية والعلاجية التي يجري اعتمادها في المستشفيات ومراكز العلاج، كالاهتمام مثلا، بالشق النفسي المرتبط ببعض الفئات المصابة بأمراض مزمنة، مثل مرضى السرطان، مشيرة إلى أن هذا التخصص يعمل أيضا على الوقاية من الوقوع في الأمراض النفسية التي مصدرها عضوي، أي أن دوره لا يقتصر على الجانب العلاجي، وإنما يلعب دورا مهما في مجال الوقاية من خلال عرض المختص لخدماته في شكل برامج علاجية. يركز اليوم علم النفس الصحة حسب الدكتورة زناد على مجموعة المعارف الأساسية لعلم النفس، والمطبقة في ميدان الصحة والأمراض، كأمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض المفاصل والسكري وأمراض الغدد والعجز الكلوي، وأمام الطلب على هذا التخصص من مختلف المؤسسات الاستشفائية، يجري اليوم التفكير في التوجه نحو تكوين المزيد من المختصين في مجال التربية العلاجية للأمراض العضوية.