أكثر من 15 ألف شخص جاءوا من كل مكان وتدفقوا سهرة السبت أمام القاعة البيضاوية بمركب 5 جويلية بالجزائر العاصمة، ليتقاسموا الاحتفال مع المطرب الحكيم الشاعر الملتزم لونيس آيت منقلات، ب 50 عاما من الأثر الفني الذي عزز به رصيد الأغنية الأمازيغية الجزائرية، وأضحى عبر كل هذا العمر أيقونة بلغ صيته الآفاق. شاطر الحشد الكبير من عشاق «دا لونيس» فرحته في حفل بهيج، حضره من محبيه ثلاثة وزراء، وهم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، إلى جانب الهادي ولد علي وزير الشباب والرياضة. صعد الحكيم المنصة، وقبل أن يستهل الغناء وجّه خطابا مقتضبا، عبّر فيه عن سعادته الكبيرة للحفل المقام على شرفه، متمنيا تنظيم حفلات أخرى في باقي ولايات الوطن، شاكرا جمهوره الذي وقف احتراما له وصفق له بحرارة. وقال: «سطرت لبرنامج السهرة عددا من الأغاني القديمة الجديدة، وأداء عدد من الأغاني لمطربين رحلوا عنا». كما ذكّر ببعض الأسماء، على غرار معطوب لوناس وشريف خدام وطالب رابح لوناس وخلوي طاهر والفرقاني وعمر الزاهي؛ تكريما لهم. استهل السهرة بأغنية «تقريت» (القرية) للمطرب عموش محند، ثم «أمك أنيلي سوصطا؟» (كيف نكون بخير؟) للراحل سليمان عازم. وتابع يصول بصوته الدافئ بين أغاني شريف خدام وآكلي يحياتن وكمال حمادي وطالب رابح. وفي خضم وهج القاعة قال آيت منقلات: «لو استمر الجمهور هكذا ستكون سهرة اليوم أفضل من التي أحييتها في الزينيت». ثم فتح سجله الغنائي القديم، وأدى «أور تساجا» (لا تتركها)، و«زريغ مازال» (أعلم ليس بعد)، ثم اشتعلت القاعة بأغنية «ثاقفايليث» (القبائلية)، وزاد من لهيب الجمهور أغنية «جي أس كا» عن فريق شبيبة القبائل. وخلال فترة راحة دامت 10 دقائق صعد الفتى ابن منطقة آيت منقلات حجام حسين، لقراءة قصيدتين من نظمه، الأولى حول المرأة، والثانية للأطفال المحرومين. ثم دخل الوصلة الثانية بأغنية «أراش ندزاير» (أبناء الجزائر)، معرجا على «ثامطوث» (المرأة)، وختمها ب «كشيني روح نك أذ قيماغ» (أنت اذهب وأنا باق). جدير بالذكر أن حقوق الفنان المالية للحفل ستعود إلى جمعية الفجر لمرضى السرطان. وهي المبادرة التي استحسنها مسؤول الجمعية على مستوى ولاية تيزي وزو. وانتهى الحفل بتقديم وزير الثقافة درع التكريم وسط عدد من الفنانين.