تثبت إسرائيل في كل مرة أنها ضد أي مسعى لإحلال السلام في المنطقة باقترافها لتصرفات عدائية ضد الفلسطينيين المهددين في أرضهم وديارهم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع الذي يفضل التزام الصمت عندما يتعلق الأمر بفلسطين وقضية شعبها. ومن دون أي حرج أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس على عملية تهديم واسعة شملت العشرات من منازل الفلسطينيين في شمال الضفة الغربيةالمحتلة ضمن مخطط صهيوني تواصل حكومة الاحتلال تنفيذه من أجل تهويد كل الأراضي الفلسطينية والقضاء على كل ما هو فلسطيني عربي إسلامي في فلسطينالمحتلة. (الوكالات) وقامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدعومة بعدة آليات عسكرية وجرافات بمحاصرة منطقة طانا الواقعة شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية في وقت تواصلت فيه عمليات الهدم في مناطق أخرى. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية أن عملية الهدم شملت مساكن للرعاة وحظائر للمواشي يرعونها في أطراف الخربة. وقال عاطف حنا رئيس بلدية بيت فوريك إن قوات الاحتلال هدمت العشرات من منازل الفلسطينيين يقطنها حوالي 35 عائلة يعملون في الزراعة وتربية المواشي ويسكنون على مساحة لا تتعدى كيلومترين من أصل مئات الدونمات تعود لهم واستولت عليها قوات الاحتلال بالقوة. ويبدو أن إسرائيل لا يكفيها تشريد العائلات الفلسطينية وتهديم منازلها لتواصل اعتداءاتها المسلحة على أبناء الشعب الفلسطيني في محاولة للقضاء على مقاومته وتضييق الخناق من حولها. فقد استشهد أمس فلسطينيان اثنان برصاص جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة الذي يعيش على وقع حصار إسرائيلي مشدد منذ اكثر من ثلاث سنوات. وقال الطبيب معاوية حسنين مسؤول وزارة الصحة أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على مجموعة من الفلسطينيين في منطقة دوغيت شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع مما أدى إلى استشهاد اثنين منهم. وأضاف أن طواقم طبية والإسعاف تنقلت إلى مكان الاعتداء لاسترجاع جثتي الشهيدين . وكان مواطن فلسطيني قد أصيب بجراح خطيرة أول أمس جراء قصف نفذته دبابات الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وأمام كل هذه الاعتداءات المتواصلة ضد شعب اعزل وعندما تتحول الضحية إلى ظالمة يأتي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتوعد الفلسطينيين بمزيد من الانتهاكات والاعتداءات. وقال أن إسرائيل ستردّ على كل قذيفة صاروخية تطلق ضد اسرائيل بكل قوة رافعا كعادته ورقة استمرار إطلاق صواريخ القسام ضد المستوطنات الصهيونية انطلاقا من قطاع غزة. وهي الورقة التي تتحجج بها إدارة الاحتلال لتبرير اعتداءاتها العسكرية على الفلسطينيين وحتى تظهر أمام أعين العالم أنها مضطرة للدفاع عن مواطنيها من صواريخ لا يتعدى مفعولها تدمير منزل لترد هي بطائرات "أف 16" المقاتلة وقنابل الفسفور الأبيض. لكن المفارقة أن إدارة الاحتلال التي تسعى إلى الظهور بمظهر الضحية في وقت بدأت صورتها الحقيقية تنكشف عبر تقارير أعدتها هذه المرة هيئات تابعة للأمم المتحدة بعد ان كشف تقرير أعده مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة "أوتشا" عن انتهاكات إسرائيلية جديدة خلال الأسبوعين الماضيين. وقال تقرير للمكتب الاممي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجرى عملية عسكرية في الساعات الأولى من يوم 26 ديسمبر الماضي في مدينة نابلس بالضفة الغربية أقدمت خلالها وحدة إسرائيلية سرية بقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة سيدة حامل. وأضاف التقرير أن 14 فلسطينيا أصيبوا في حوادث متفرقة في الفترة الممتدة من ال23 ديسمبر إلى الخامس جانفي من بينها المظاهرات الأسبوعية المناهضة للجدار العازل في قريتي نعلين وبلعين بالضفة الغربية بينما أجرت القوات الإسرائيلية 220 عملية تفتيش داخل القرى الفلسطينية. واشار التقرير إلى أن المستوطنين اليهود قاموا ب22 هجوما نتج عنها إصابة 15 فلسطينيا. كما ذكر أن طائرة عسكرية إسرائيلية أطلقت النيران في 26 ديسمبر الماضي على أربعة رجال فلسطينيين في قطاع غزة مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم . من جهة أخرى كشف التقرير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أعلنت في أول جانفي الجاري عن إغلاق معبر "نحال عوز" الذي كان يستخدم لنقل الوقود إلى غزة.