تحرك مجلس الأمن الدولي أخيرا ليعرب عن انشغاله للوضعية المتوترة في القدسالمحتلة جراء ما تقوم به حكومة الاحتلال من ممارسات تعسفية واستفزازية ضد المعالم الدينية الإسلامية في المدينة المقدسة وخصوصا ضد المسجد الأقصى الشريف الذي يتعرض لمحاولات مستمرة لتدنيسه. وأمام تكرار مشاهد اقتحام أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين على يد جماعات يهودية متطرفة بدعم من شرطة الاحتلال وجه مجلس الأمن الدولي بعد اجتماع ليلة الجمعة إلى السبت تناول الاعتداءات على الأقصى نداء محتشما بالتهدئة في الأراضي الفلسطينية عموما والقدسالمحتلة على وجه خاص. وقال سفير الغابون امانويل ايسوز نغوندات الذي يرأس مجلس الأمن للشهر الحالي أن "أعضاء هذا الأخير حثوا جميع الأطراف على التحلي بالاعتدال وتفادي كل الأعمال الاستفزازية التي من شأنها توتير الوضع أكثر". وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن ال15 أشاروا إلى أن الحوار السلمي يبقى الحل الأنسب للتقدم نحو الأمام معربين عن أملهم في استئناف فوري لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. والحقيقة أن تدخل مجلس الأمن بصفته حافظ للأمن والسلم العالميين لم يرق إلى مستوى تطلعات الجانب الفلسطيني وكافة العرب والمسلمين لكون المجلس ساوى بين الضحية والجلاد بعدما دعا الطرفين إلى الاعتدال. ثم انه لم يوجه أي إدانة لإسرائيل رغم أنها المتسببة والمسؤولة الأولى عن حالة التوتر التي تشهدها المدينة المقدسة وكان الأجدر بمجلس الأمن الدولي إصدار قرار أو لائحة ترغم إدارة الاحتلال على وضع حد لسياستها الاستفزازية في القدسالمحتلة وكامل الأراضي الفلسطينية التي تعيش على وقع اعتداءات إسرائيلية متواصلة. وجاءت دعوة مجلس الأمن بعد طلب تقدم به رياض منصور الملاحظ الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة لمساعدة الجانب الفلسطيني على وقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدسالمحتلة متهما حكومة الاحتلال بالسعي إلى إفشال مفاوضات السلام المتعثرة وصد الباب أمام احتمالات استئنافها. وطالب الدبلوماسي الفلسطيني مجلس الأمن الدولي القيام بتحرك عاجل وان يعبر من عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة التي شهدتها المدينة المقدسة بسبب استمرار سياسة الاستفزاز الإسرائيلية التي أدت اندلاع مواجهات بين السكان الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وتشهد مدينة القدسالمحتلة في الفترة الأخيرة توترا خطيرا قد يؤدي إلى انتفاضة شعبية جديدة بسبب إصرار حكومة الاحتلال على اللعب بمشاعر الفلسطينيين وكافة المسلمين من خلال المساس بمقدساتهم الدينية في مسعى لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد الأراضي الفلسطينية. وشهدت أول أمس مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين قدموا بالمئات لنصرة الأقصى الذي يعاني الأمرين حفريات من أسفله تهدد أساساته وتعرضه للانهيار ومحاولات اقتحام متواصلة لتدنيسه تقوم بها جماعات يهودية متطرفة بدعم من شرطة الاحتلال. وقد تسببت هذه المواجهات في إصابة العشرات من الفلسطينيين بعدما سمحت قوات الاحتلال لنفسها استخدام الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق الفلسطينيين المحتجين. وهو ما اثار موجة استنكار واسعة حيث أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة عمليات اقتحام الأقصى الشريف وقال أمينها العام التركي إكمال الدين إحسان أوغلو أن "هذا الانتهاك الذي يأتي بعد أيام من قرار الحكومة الإسرائيلية غير الشرعي ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة ما يسمى بالتراث اليهودي يمثل تطورا خطيرا في المخطط الإسرائيلي للإطباق على المقدسات الإسلامية". وحذر من أن أي ضرر قد يلحق بالمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الأخرى سوف تكون له عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بأخطارها على الأمن والسلم الدوليين. من جانبها أدانت لجنة المراسلين الصحفيين الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وإصابة العشرات منهم بينهم مصورون صحفيون من القدس. وأوضحت اللجنة في بيان أصدرته أمس أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إبعاد المصورين والمراسلين الصحفيين محليين أو أجانب والتضييق عليهم لمنعهم من تأدية واجبهم ونقلهم للأحداث عما يجري في القدس حتى لا تنكشف جرائمه تجاه المقدسات الإسلامية.