صعّدت قوات الاحتلال الاسرائيلي في المدة الاخيرة من حملاتها القمعية ضد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من قتل واعتقالات ومضايقات ومصادرة لأراضي المزارعين الفلسطينيين حارمة إياهم من مصادر أرزاقهم. وقتلت قوة إسرائيلية أمس، علاء وليد أبو موسى احد نشطاء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بدعوى تهديده لأمن المستوطنين اليهود في جنوب قطاع غزة. واستشهد الناشط الفلسطيني بعد ما أصيب بجروح في خان يونس جنوب القطاع نقل على أثرها إلى مستشفى المدينة حيث فارق الحياة. كما قمعت قوات الاحتلال مظاهرة مناهضة لجدار الفصل العنصري الذي إقامته إدارة الاحتلال على طول حدود الضفة الغربية باستعمال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وذكرت مصادر فلسطينية أن صحافي ومتضامنة أجنبية أصيبا بجرح بليغة بينما تم اعتقال 19 فلسطينيا آخر في اعتداءات لقوات الاحتلال والمستوطنين بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. ويتعرض السكان الفلسطينيون وأصحاب مزارع الزيتون بمناسبة جني محصول هذه السنة لعلميات مطاردة حقيقية من طرف متطرفين يهود وبتواطئ من قوات القمع الإسرائيلية لإرغامهم على هجر مزارعهم وحقولهم ضمن خطة استيطانية جديدة اشبه بتلك التي مارستها الجماعات الإرهابية اليهودية التي احتلت فلسطين سنة 1947 . وذكرت مصادر طبية بمستشفى الخليل بأن الصحفي عبد الحفيظ الهشلمون (45 عاما) الذي يعمل كمصور بوكالة الصحافة الأوروبية أدخل إلى المستشفى ويتلقى العلاج اللازم جراء إصابته بجروح نازفة في الوجه والرأس وكدمات ورضوض في أنحاء الجسم ناجمة عن تعرضه للضرب المبرح من قبل مستوطنين. وذكرت مصادر عن فريق صنع السلام المسيحي المقيمة في المدينة إن الناشطة جيرني بينفي التي قاربت عقدها السادس أصيبت هي الأخرى بكدمات في وجهها وأنحاء جسدها عندما حاولت الدفاع عن الصحفي خلال عملية الاعتداء وتخليص الكاميرا التي استولى عليها مستوطنون. ونتيجة لمثل هذه الممارسات أكد مدير المركز العربي للتطوير الزراعي أن التدهور الاقتصادي في الأراضي المحتلة أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى حوالي 70 بالمئة من المواطنين وأن الفقر الشديد يصل إلى 40 بالمئة والبطالة مست حوالي 35 بالمئة من حجم القوى العاملة. وقال محسن أبو رمضان خلال مؤتمر نظمه الائتلاف الوطني الفلسطيني للنداء العالمي لمكافحة الفقر في قطاع غزة بمناسبة اليوم العالمي للفقر "أننا بحاجة إلى التصدي لمسببات التدهور الاقتصادي والمجسد بالاحتلال والحصار". وأشار الى "أنه من الصعوبة التصدي لظاهرة الفقر في فلسطين دون قدرتنا السيطرة على الحدود والمعابر وصياغة الاتفاقيات وبناء المناطق الصناعية وتشجيع التبادل التجاري مع البعد العربي والدولي". وأكد مدير المعهد العربي للتطوير الزراعي "أن مقاومة الاحتلال وإنهاء الانقسام سيؤمن الأرضية الملائمة لصياغة القوانين والسياسات المدافعة عن حقوق الفقراء والمهمشين." وقال أن استمرار الإغلاق والحصار الاقتصادي على قطاع غزة وتقييد حركة الأفراد والبضائع من وإلى القطاع يشكل عقبة إضافية أمام أي جهد لمكافحة الفقر. وطالب بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اجل ضمان حرية حركة البضائع عبر كافة المعابر في قطاع غزة وما يتطلبه من تأكيد الالتزام بالتهدئة والمحافظة عليها وتطويرها بما يكفل المصالح الفلسطينية. وكان وزير الشؤون الاجتماعية أكد في وقت سابق أن ظاهرة الفقر أصبحت تهدد أغلبية شرائح المجتمع الفلسطيني لما يعانيه من ظروف معيشة مأساوية.