تستقبل مصلحة طب الأورام بمستشفى "نذير محمد" بتيزي وزو، حوالي 20 حالة سرطان جديدة كل أسبوع، حسبما كشفت عنه البروفيسور شريفة صدقاوي، في ملتقى تحسيسي حول هذا المرض، والذي نظمه المجلس الشعبي الولائي بالتعاون مع المركز الاستشفائي الجامعي وجمعيات "الفجر" و«تيجية" و«امجاي" مؤخرا، إذ أشارت إلى أن هذا المرض يعرف ارتفاعا "متزايدا" في المنطقة، لهذا يتوجب -كما قالت- تكاثف المزيد من الجهود البشرية والمادية لتحسين نوعية التكفل بالمرضى. وأضافت أن العلاج الكيميائي المنتظم يشمل 30 مريضا في اليوم، بينما يتم الكشف عن 50 مريضا آخرين في اليوم عن طريق الفحص الطبي. وأن 80 بالمائة من الأشخاص المصابين بمختلف الأورام ينحدرون من ولاية تيزي وزو، أما 20 بالمائة يأتون من بجاية والبويرة وبومرداس، لافتة إلى أن عدد المرضى المعالجين بلغ سنة 2006 وهي السنة التي فتحت فيها المصلحة 208 مرضى ليرتفع سنة 2012 إلى حوالي 1458 حالة، ويستقر بين 1100 و1200 حالة منذ سنة 2013 إلى غاية عام 2016. من جهة أخرى، قفز العدد الإجمالي للفحوصات التي أجراها الطاقم الطبي للمصلحة من 619 في عام 2016 إلى أكثر من 9800 خلال سنوات 2012 و2013 و2014، لينخفض إلى 8700 حالة خلال سنتي 2015 و2016، وإلى غاية عام 2010 كان سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى قبل أن يصبح سرطان الجهاز الهضمي هو الأول، خصوصا سرطان القولون والمستقيم الذي يمثل 50 بالمائة من الحالات التي تم التكفل بها خلال سنتي 2015 و2016، حسب نفس المختصة. كما نوهت البروفيسور صدقاوي إلى أنه خلال السنتين الأخيرتين، تمت معالجة على مستوى المصلحة 2388 مريضا مصابا بمختلف الأورام، من بينهم 786 مصابا بسرطان الجهاز الهضمي و667 بسرطان الثدي و337 بسرطان الرئة. وبخصوص ميزانية المصلحة، أشارت المختصة إلى أن هذه الأخيرة تستهلك وحدها نصف ميزانية المستشفى الجامعي، بسبب كلفة العلاج والعدد الكبير للمرضى المتكفل بهم، مشيرة إلى أن الكشف المتأخر عن المرض يتسبب في رفع كلفة التكفل لأن المرضى يحتاجون إلى فحوصات أكثر وعلاج، إلى جانب الجراحة، لهذا يعد الكشف المبكر أول وسيلة لمكافحة السرطان وتقليل نسبة الوفيات الناجمة عن انتشار الأورام التي يتم اكتشافها في مرحلة متقدمة. وحسب نفس المتدخلة، فإن تحسين نوعية التكفل بالمرضى تتطلب توفير وسائل جديدة وفتح منشآت متخصصة، على غرار مركز مكافحة السرطان بذراع بن خدة، الذي من شأنه أن يساهم في حل مشكل غياب العلاج بالأشعة في المنشآت العمومية للصحة بولاية تيزي وزو. وفي نفس السياق، أكد الدكتور تودفت من مصلحة الأوبئة بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو، على ضرورة استحداث نظام إعلامي وتحسيسي حول الوقاية من السرطان وأهمية الفحص المبكر. وشدد متدخلون من مديرية الصحة والسكان، ومن جمعيات، على أهمية دمج الفحوصات الإشعاعية والبيولوجية في حملات الكشف عن المرض، لضمان إجراء تشخيص حقيقي. كما أكد المشاركون في اللقاء على القضاء على عوامل وأسباب الإصابة بالسرطان، كسوء التغذية والتعرض واستعمال المواد السامة والكيميائية والتلوث والقلق، من خلال تكثيف الحملات الإعلامية والتحسيسية.