دعا رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس خلال التجمّع الذي نشطه أمس بقالمة إلى المباشرة في الإصلاحات الاقتصادية للخروج من التبعية للمحروقات وللبترول والذهاب إلى اقتصاد سوق اجتماعي مبني على العمل، فيما أكّد بالقاعة متعددة الرياضات بمقرة (المسيلة) أوّل أمس أنّ الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة من خلال احترام إرادة الشعب في اختيار ممثليه عن طريق الانتخاب. بن يونس، ركّز في تجمعه بدار الشباب العلمية «صالح بوبنيدر» بقالمة على شرطين أساسيين للخروج من التبعية للمحروقات، وهما العدالة الاجتماعية، التي تعتبر إسمنت الديمقراطية، مضيفا أنّ العدالة تقاس باستقلالية القاضي الكفء الذي لا يخضع إلاّ للقانون ولضميره، مؤكّدا على احترام العدالة الجزائرية ووضع الثقة فيها، أمّا الشرط الأساسي الثاني فهو مكافحة ومحاربة الرشوة التي سادت تقريبا كلّ القطاعات. وأضاف أنّ رئيس الجمهورية ندّد بذلك ونصّب مرصدا وطنيا لمكافحة ومحاربة الرشوة. وتوقّف بن يونس عند الضجة التي أثيرت حوله فيما يخصّ تراخيص بيع الخمور في الجزائر أثناء توليه منصب وزير التجارة، مؤكّدا تأكيدا قاطعا عدم تقديمه لرخص بيع الخمور، موضّحا أن عملية بيع الخمور كانت ولا تزال سارية المفعول قبل وبعد توليه المنصب. وأكّد رئيس «أمبيا» أنّ الروح الوطنية الحقيقية تقاس بالاقتصاد الوطني الذي هو حماية للمنتوج الوطني وحماية للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، داعيا إلى تشجيع الاستثمار وانضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية، مضيفا أنّه منذ 3 سنوات فقدت الجزائر أكثر من 70 % من مدخولها في العملة الصعبة، وبفضل السيادة الرشيدة لفخامة الرئيس تتوفر بلادنا على احتياط الصرف يقدّر ب150 مليون دولار وبدون مديونية خارجية، مضيفا أنه حسب خبراء العالم يمكن للجزائر أن تجتاز 6 سنوات بدون مشكل. وأضاف المتحدّث أنّ الديمقراطية الهادئة تحفظ السلم الوطني والاستقرار الوطني، والتي تسمح بتنويع الاقتصاد الوطني لخلق مناصب شغل للشباب البطال. وأوضح أنّ الهدف الأساسي لكلّ سياسة اقتصادية هو محاربة ومكافحة البطالة، والوظيف العمومي ليس الحل لكن المؤسسة الاقتصادية للقطاع الخاص هي التي ستخلق الثروة ومناصب الشغل في بلادنا. كما تطرّق بن يونس إلى أحداث الربيع العربي في البلدان العربية الشقيقة في مصر، تونس، ليبيا وسوريا، داعيا إلى اليقظة والحذر خاصة وبلادنا مستهدفة، مذكرا بالأحداث التي شهدتها الجزائر خلال التسعينات وأثناء العشرية السوداء، مثنيا بجهود الجيش الشعبي الوطني، الدرك والشرطة في حماية واستقرار البلاد، داعيا إلى المشاركة القوية في الانتخابات التشريعية القادمة، معتبرا أنّ المشاركة في انتخابات 4 ماي مهمة جدا لأنّ الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الصوت الحر هو الانتخاب. وبالمسيلة، جدّد بن يونس دعوته، المواطن للمشاركة القوية في الاستحقاقات القادمة، كما حمّل نسب المشاركة في الانتخابات لمتصدري القوائم في إشارة منه إلى ضرورة انتقاء الكفاءات والإطارات في عملية الترشيح التي لطالما شهدت عزوفا بسبب المترشحين في حد ذاتهم، كما دعا رجال السياسة والقوائم الحرة التي تتسابق من أجل الظفر بمقاعد ال 12 المخصّصة للمسيلة إلى الارتقاء بالخطاب السياسي، معرّجا بإسهاب لما سمي ب«الربيع العربي» وما خلّفه من دمار لدول الجوار، التي تبقى الجزائر بمنأى عنها، إذا ما عبّر الشعب عن تماسكه ووحدته من خلال المشاركة القوية والإدلاء برأيه بكلّ حرية وديمقراطية.