انتقدت روسيا أمس، منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لعدم قدرتها على إجراء تحقيق ميداني في سوريا حول الهجوم الكيماوي المزعوم على مدينة خان شيخون، الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 87 مدنيا وأثار موجة إدانة دولية كبيرة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ندوة صحفية نشطها أمس، رفقة نظيريه الإيراني والسوري بالعاصمة موسكو، إنه «من غير المقبول أن تقوم منظمة حظر السلاح الكيماوي بالتحقيق حول ما جرى عن بعد»، معتبرا أن إجراء تحقيق «شفّاف» من قبل هذه المنظمة يتطلب حضور خبراء مستقلين من خبراء الدول الذين يمثلون المنطقة وهي روسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وطالب لافروف، بتحقيق دقيق ونزيه برعاية منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في هجوم خان شيخون، مشيرا إلى أن فريق التحقيق يجب أن يكون متوازنا في نفس الوقت الذي أكد فيه أن كل أسلحة تدمير كل أسلحة النظام السوري الكيماوية. وقالت المنظمة وفي بيان لها أول أمس، أنها وبعد قيامها بتحليل المعلومات المتوفرة وإجرائها لتقييم تمهيدي خلصت إلى مصداقية وقوع «هجوم كمياوي» على خان شيخون السورية. لكن رئيس الدبلوماسية الروسية أكد أن فريق المنظمة لم يتنقل إلى مكان الهجوم الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة بسبب انعدام الأمن، رغم أن فصائل من المعارضة المسلحة أبدت استعدادها لضمان امن المفتشين. وهو ما دفع بروسيا إلى رفض نتائج لجنة التحقيق الأممية التي تشير إلى أن الجيش السوري نفذ ثلاثة هجمات كيماوية على الأقل، معتبرة أنها «غير مقنعة» ولا توجب فرض عقوبات. وشكل الهجوم الكيماوي المزعوم والذي اتهمت الدول الغربية قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، باقترافه على منطقة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المسلحين المعارضين، محل نقاش حاد داخل مجلس الأمن الدولي في جلسته الأربعاء الأخير، خاصة بعد رفع روسيا ورقة «الفيتو» ضد مشروع لائحة لمجلس الأمن أعدتها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة تطالب بإجراء تحقيق دولي حول الهجوم. من جهة أخرى حذّر وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وسوريا في ختام اجتماع لهم أمس بموسكو، واشنطن من شن هجوم جديد على سوريا، حيث أدانوا الهجوم الذي شنّته الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي، على معسكر الشعيرات كرد على هجوم خان شيخون. وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصفه ل«مجزرة خان شيخون» بأنها عملية مفبركة، نافيا امتلاك النظام للسلاح الكيمياوي. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية لزيارة كل من مدينة خان شيخون وقاعدة الشعيرات الجوية.