ستنظم منتصف شهر ماي المقبل، بعثة اقتصادية إلى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، من طرف الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، وذلك في إطار سياسة تقوية التعاون الاقتصادي بين الجزائر وإثيوبيا. سياسة يركز عليها البلدان في الآونة الأخيرة لاسيما بعد التدشين الرسمي لمقر السفارة الاثيوبية ببلادنا في الأيام الأخيرة من طرف وزيري الخارجية اللذين دعيا بكل صراحة إلى ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وسيتم هذا التنقل إلى عاصمة الاتحاد الافريقي على هامش انعقاد الصالون الدولي «إثيوبيا للغذاء»، حيث سيشارك متعاملون جزائريون في هذا الصالون، فضلا عن إجرائهم لقاءات مع نظرائهم الإثيوبيين. حيث تهدف الزيارة حسب الجهة المنظمة إلى تمكين الشركات الجزائرية من ولوج سوق محتملة لإفريقيا الشرقية التي تشهد منذ 2005 نموا اقتصاديا متسارعا. وحسب بيان الغرفة، فإنه من المرتقب أيضا أن يتضمن برنامج الزيارة تنظيم منتدى أعمال جزائري إثيوبي ولقاءات أعمال ثنائية وكذلك زيارات ميدانية لمواقع صناعية. وتأتي هذه الزيارة كتتويج للقاءات باشرتها سفارة إثيوبيا بالجزائر منذ العام الماضي، وتضمنت اجتماعات مع عرض لفرص الأعمال ومزايا الاستثمار بهذا البلد الإفريقي الذي لا تجمعنا به مبادلات تجارية هامة ولا مشاريع استثمارية. وتم تنظيم هذه اللقاءات بعدة ولايات في كل مناطق الوطن لاسيما الجزائر العاصمة ووهران وبسكرة وعنابة. للتذكير تم مؤخرا بمناسبة عقد الدورة الرابعة للجنة الوزارية المختلطة الجزائرية-الإثيوبية التوقيع على خمس اتفاقات تعاون في قطاعات التجارة والاتصال وحماية النباتات والحجر النباتي وتربية المواشي والصيد البحري والموارد المائية. وأكد البلدان التزامهما بإعطاء دفع للعلاقات الثنائية لاسيما في شقها الاقتصادي. ويتيح الاستثمار في هذا البلد للمتعاملين بالاستفادة من إعفاءات جمركية هامة ومزايا داخل إثيوبيا، وأخرى خارجها بفضل توقيع إثيوبيا لاتفاقيات تبادل حر معها لاسيما في شرق إفريقيا. وتوجد حاليا عدة قطاعات إستراتيجية عرفت تطورا بهذا البلد من أهمها الجلود والنسيج والألبسة، إضافة إلى زراعة الزهور والمنتجات الصيدلانية والمناطق الصناعية دون إغفال القدرات الهائلة التي يتوفر عليها في المجال الفلاحي، حيث تحصي أكثر من 50 مليون رأس ماشية، وهي من إكبر منتجي البن والبذور بشتى أنواعها، إضافة إلى توفر بنى تحتية من طرق وسكك حديدية وكذا الكهرباء والماء بأسعار جد تنافسية. وتسعى إثيوبيا من جانب آخر إلى تشجيع السياحة بها، حيث نظمت السفارة لقاء بمقرها منذ أشهر مع حوالي 15 وكالة سياحية اقترح عليها السفير الاجتماع بنظيراتها الإثيوبية وكذا تنظيم لقاء مع وزير السياحة الإثيوبي خلال تنقل إلى أديس أبابا، مع إمكانية توسيع العملية إلى متعاملين آخرين قد يبدون اهتمامهم بهذه الوجهة المجهولة لدى الجزائريين. وأعلن رجل الأعمال اسعد ربراب، منذ أيام عزمه الاستثمار في مجال الزيوت والسكر في إثيوبيا، معتبرا أن الخبرة التي يملكها مجمعه تسمح بتحويل هذا البلد من مصدر للبذور الخام إلى مصدر للزيوت، متحدثا عن تسهيلات قدمتها له السلطات الإثيوبية لإقامة مشاريعه.