تحضيرا لتنقّل وشيك لبعثة أعمال جزائرية إلى أديس أبابا، تنظم الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بالتعاون مع سفارة إثيوبيا بالجزائر، يوما إعلاميا حول السوق الإثيوبية في الثامن نوفمبر الجاري في العاصمة. ويُرتقب أن يشرف على أشغال هذا اليوم الإعلامي السفير الجديد الإثيوبي السيد سولومون أبيبي تيسيما الذي تسلّم أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضا فوق العادة لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية لدى الجزائر في 26 أكتوبر الماضي. وأشار بيان للغرفة إلى أن «إثيوبيا هي ثاني أكبر بلد إفريقي من حيث عدد السكان بحوالي 97 مليون نسمة، والتي تعرف هذه الأعوام قفزة في النمو الاقتصادي الذي يلامس 10 بالمائة، بحيث ستتمكن هذه الدولة من الالتحاق بالدول ذات الدخل المتوسط؛ مما يجعلها أحد أكبر أسواق إفريقيا». ولاستكشاف هذه السوق الجديدة الواعدة، فإنه تمت دعوة المتعاملين الاقتصاديين إلى حضور هذا اليوم الإعلامي، في سياق سعي الغرفة إلى تشجيع رجال الأعمال لاقتحام أسواق جديدة غير تقليدية بالنسبة لبلادنا، في سياق العمل على تنويع المبادلات التجارية وجلب استثمارات جديدة، ولم لا الذهاب نحو الاستثمار في هذه البلدان التي تشهد نموا معتبرا في السنوات الأخيرة. وكانت آخر زيارة لمسؤول رفيع المستوى من إثيوبيا إلى الجزائر قد تمت العام الماضي، من طرف رئيس الوزراء هايل ماريام ديساليني بوش. وتم بالمناسبة التوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون بين الجانبين، وهي عبارة عن مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية لوزارة الشؤون الخارجية، والمعهد الدبلوماسي لوزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية، واتفاقية بين حكومتي الجزائر وإثيوبيا حول الصحة الحيوانية وأخرى في مجال التكوين المهني والتقني. وخلال الزيارة، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي الذهاب نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وإثيوبيا، لاسيما في المجالات الفلاحية والطاقوية والجامعية. وصرح رئيس الوزراء الإثيوبي عقب محادثات أجراها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بأن «العلاقات السياسية بين إثيوبيا والجزائر ممتازة، إلا أن العلاقات الاقتصادية، للأسف، لم تبلغ نفس المستوى؛ لذلك فإننا نعكف على تعزيزها». وأضاف أنه يشجع المؤسسات الجزائرية على الاستثمار في مجالات الفلاحة. كما أشار إلى أنه تطرق مع رئيس الدولة لميدان النقل الجوي، مؤكدا أن البلدين «قد اتفقا على تشجيع فتح خط مباشر بين الجزائروأديس أبابا»، فضلا عن استكشاف واستغلال النفط والمحروقات على العموم، مشيرا إلى أن «الجزائر تتوفر على خبرة كبيرة في هذا الميدان على المستوى الإفريقي، وأنها ساهمت في تطوير الاستكشاف والاستغلال في بلدان الشرق الأوسط، وأننا نسعى إلى الاستفادة أيضا من هذه التجربة والخبرة الجزائرية». تنظيم بعثة لرجال أعمال جزائريين نحو إثيوبيا يُعد خطوة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين، لأن أغلب الجزائريين يجهلون التطورات الهامة التي عرفتها إثيوبيا في السنوات الأخيرة، إذ بقي راسخا في أذهان الكثيرين أنها بلد متأخر يشكو من الأمراض والأوبئة والمجاعة. لكن الحاصل اليوم أنها قفزت نحو الأمام بخطى واثقة، محققة نتائج اقتصادية مذهلة.