غير بعيد عن مركز عين عنتر، وعلى امتداد الطريق الفرعي المحفوف بأشجار تعود جذورها إلى عقود، وجدنا شجرتي سلطان وسلطانة في انتظارنا، لترويا لنا حكاية أسطورتين كانتا محل اهتمام وإعجاب العثمانيين خلال القرنين ال15 وال16 الميلادي.. مكان أسطوري لا يمكن لأحد من سياح المنطقة أن يتغاضى عن زيارته، حكاية تحمل بين ثناياها حب لفظه ألف قرن من حياة المنطقة. روايات عديدة نسجت في مخيلة أبناء بوقائد، أذهلت العديد من الشخصيات، منها أن في زمن بعيد ولد حب كبير بين ملك وملكة أنجبا أميرة أبهرت العالم آنذاك بجمالها، إلا أن الأسرة الحاكمة تحولت إلى شجرتين عن طريق تعويذة سلطت عليها، لتبقى القصة - حسب رواتها - مجرد خرافة، إلا أن الخرافة استطاعت أن تكون مقصدا لعدة قيادات كشفية، منها تلك الفرنسية التي زارت المنتجع السياحي في عام 2009 في إطار تبادل الخبرات الكشفية بين البلدين. الرحلة لاكتشاف عاصمة الونشريس، تقودك حتما إلى تسلق أعالي جبالها والوقوف عند أعلى قمة الونشريس بسيدي أعمر، التي يبلغ علوها 1983م. مع اكتشاف أشجار غابة الأرز بعين عنتر، والتعرف على حكاية شجرتي الألفية (السلطان والسلطانة) الواقعة داخل إقليم الحظيرة الجهوية ببوقائد، منطقة ذات طابع منجمي (الرصاص، الزنك، الباريت) ونظرا لاختلاف المظاهر الطبيعية التي تضم الغابات والأودية الصغيرة والكتل الجبلية المنحدرة، يشكل موقع بوقائد متعة أكيدة لمحبي السياحة البيئية الترفيهية والرياضية. تقع منطقة بوقائد بكتلة الونشريس على ارتفاع يبلغ حوالي 1200 م بأعالي بلدية بوقائد، دائرة الأزهرية، تبعد عن الولاية بحوالي 65 كلم، وب4 كلم عن برج بونعامة. وتمتد الحظيرة الجهوية لعين عنتر على مساحة قدرها حوالي 500 هكتار. تعد هذه المنطقة ذات طابع منجمي (الرصاص، الزنك، الباريت)، تتميز بغابة كثيفة تحتوي على أشجار الأرز، التنوب والفلين في الهضاب ورؤوس صخرية على أعالي قمم جبل الونشريس المكسوة بالثلوج شتاء، والتي يبلغ علوها 1983م، يشكل موقع بوقائد متعة أكيدة لمحبي السياحة البيئية الترفيهية والرياضية. ويتميز الموقع بثلاثة أنواع من المروجات السياحية أهمها: 1- الصنف الإيكولوجي؛ بحكم الطبيعة العذراء وتنوع الثروة النباتية والحيوانية التي تزخر بها الغابة الكثيفة التي لا تزال على حالتها الطبيعية، مع جمال كتلها الجبلية وصفاء الهواء. 2- الصنف العلمي: نظرا للعديد من الأنواع الحيوانية والنباتية والتشكيلات الجيولوجية الأصلية التي من شأنها جلب الجامعيين والباحثين الذين سيجدون لا محالة مادة لكل بحوثهم وأعمالهم الدراسية. 3- الصنف الثالث يتعلق بالسياحة الترفيهية: (التسلية والترفيه)، علما أن موقع عين عنتر قرب بلدية بوقائد يشكل فضاء مناسبا للراحة وتجديد الطاقة. الفضوليات السياحية: أهم ما يميز جماليات المنطقة هو شجرتي الأرز الألفيتين والعتيقتين الأسطورتين- اللتان تدعيان "سلطان" و«سلطانة" المحبوبتان، وغالبا ما تتم زيارتهما من طرف سكان المنطقة والقادمين من مختلف جهات الوطن. إلى جانب أطلال كنيسة استعمارية قديمة تقع على المرتفعات في بقعة مهيأة، حيث كانت تقام الحفلات التقليدية من نوع "الزردة" كل يوم 20 من شهر ماي من طرف سكان الدواوير المجاورة، وبقايا المناجم (دهاليز منجمية ومحلات مهجورة) لمنجم الباريت الذي يرجع إلى عهد الاستعمار. بها حيوانات ونباتات غنية ومتنوعة تستدعي الكشف عنها.