لم تشذّ البطولة الوطنية لرياضة المعاقين في رياضة ألعاب القوى، عن القاعدة. ووفق التقاليد أكد المجمع الرياضي البترولي أحقيته على رأس الاختصاص، وظفر بلقب بطولة الجزائر لسنة 2017 بعدما ظل يحتفظ بذات اللقب لعدة سنوات متبوعا، كما جرت العادة بالوصيف نادي أوراس التحدي للمعاقات حركيا بولاية باتنة. تميز النهائي بسيطرة مطلقة للبتروليين الذين حصدوا ما مجموعه 122 ميدالية، منها 85 ميدالية ذهبية، 25 فضية و12 برونزية في هذه المنافسة التي تميزت بتنظيم محكم وجرت وقائعها أيا م 17 و18 و19 ماي الجاري بملحقة المركب الرياضي محمد بوضياف، وعرفت مشاركة 531 رياضيا ورياضية، منها ما مجموعه 25 بالمائة تمثيلا لنسبة الإناث يمثلون 81 ناديا من مختلف مناطق الوطن، منخرطون في 22 رابطة ولائية، في حين عادت مرتبة الوصيف إلى نادي أوراس التحدي للمعاقات حركيا بباتنة ب 37 ميدالية، منها 26 ذهبية، 06 فضيات و05 برونزيات، والمرتبة الثالثة عادت إلى نادي مشعل بئر مراد رايس ب 24 ميدالية، منها 18 ذهبية، 03 فضيات و03 برونزيات. والملفت للانتباه بروز عدة فرق من خلال رياضيين أظهروا إمكانيات عالية بعدة نواد تنشط بإمكانية محدودة وتزاحم فرقا لها باع كبير في البطولة، على غرار نادي بجاية الذي تحصّل على 26 ميدالية منها 12 ذهبية، 03 فضيات و08 برونزيات، ونادي شيليا باتنة الذي اكتفى ب 09 ميداليات، منها 02 ذهبيتان، 04 فضيات و03 برونزيات. وأوضح رئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة المعاقين حشفة محمد، أن هذا النهائي الذي جرى في ظروف جيدة وتنظيم محكم، سمح من حيث توسيع قاعدة الرياضات وإتاحة الفرص، لأكبر عدد من أصحاب ذوي الإعاقة بممارسة الرياضة في اختصاص ألعاب القوى "أم الرياضات" التي شرّفت الجزائر في المحافل الدولية، مضيفا أن ما أُنجز هذه السنة يُعد مكسبا إضافيا في إثراء البطولة والكشف عن المهارات الفردية لدى الرياضيين، إلى جانب مشاركة خيرة رياضيي مختلف النوادي الرياضية الذين حققوا نتائج مشرفة جدا، بحسب المتحدث. وأكد من جهته المدرب الوطني بن موسى، أن مستوى ألعاب القوى في تحسن مستمر. كما سجل ارتياحه لسير التحضيرات الجارية لمختلف المنافسات الرسمية بفضل الاستراتيجية التي وضعتها الاتحادية لآفاق 2020، مبرزا دورها في مبادرات التربصات التي أقامتها في مختلف الاختصاصات الرياضية وفرص التكوين التي وفرتها للفئات الشابة لضمان الاستمرارية، مؤكدا على أهمية سياسة التشبيب ضمن برنامج يمتد إلى آفاق 2022، مستدلا بالنماذج الخاصة بالاهتمام بالرياضة النسوية وفق استراتيجية واضحة المعالم لرفع التحديات وتشجيع الفئات العمرية المختلفة على ممارسة الرياضة، مع تثمين مشروع الوصاية بشأن التكوين ودعمه والتحسيس بأهمية وجود المرأة داخل المؤسسات الرياضية وتوسيع الشبكة الوطنية للمرأة الرياضية، مضيفا أن التحضيرات مستمرة تأهبا لمشاركات دولية مرتقبة هذه السنة بالنسبة في اختصاص ألعاب القوى، مراهنا على نتائج مشرفة واستحقاقات إضافية في المحافل الدولية. وأضاف بن موسى أن إسهامات الرابطات التي تنشط من خلال نواديها في مختلف الاختصاصات على غرار نوادي العاصمة، باتنة ووهران تجلت بوضوح في هذا النهائي، والتي تُعد مكملا أساسيا في الكشف عن المواهب وترقية رياضة المعاقين وبروز عدة رياضيين خلال التجمعات الوطنية التي نظمتها الاتحادية طوال السنة، على غرار نادي أوراس التحدي للمعاقات، وهو الفريق الغني عن التعريف الذي أنجب بطلات عالميات وقاريات، على غرار صفية جلال، سامية عزو وقاسمي مونية. ويراهن بن موسى على الوجوه الجديدة مع اقتراب مواعيد المنافسات الدولية، مثنيا على جهود الاتحادية التي تعمل على توفير الممارسة الرياضية مع المكتب الجديد المنتخب لعهدة أولمبية جديدة. وبالنسبة لنائب رئيس الاتحادية السيدة سليم قمير، فإن نهائي البطولة هذه السنة اكتسى أهمية كبيرة حتى برزت أحسن العناصر لتمثيل الجزائر في مختلف المنافسات الدولية المقبلة. ولم تفوّت فرصة الإشادة بدور رابطة الجزائر الولائية في إنجاح النهائي، معربة عن أملها في دعم الرئيس الجديد للاتحادية ومده بيد العون والمساعد لمواصلة المشوار على درب الانتصارات وتأكيد نتائج ريو دي جانيرو في مواعيد دولية أخرى.