أجمع المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي حول مرض السيلياك المقام مؤخرا، إحياء ليومه العالمي، على أن ما يفوق العشرين بالمائة من المصابين بهذا الداء في الجزائر دواؤهم الأساسي يتمثل في المواد الغذائية المصنعة من مادة الفرينة الخالية من الغلوتين، وأن نسبة كبيرة منهم لا تسمح لهم ظروفهم المادية باقتناء هذه المادة الضرورية في غذائهم. أكد المشاركون من أطباء وأخصائيين حضروا من عشرين ولاية، فعاليات اليوم الدراسي الذي احتضنته دار الثقافة هواري بومدين بسطيف، بمبادرة من شركة الهضاب، أن مرضى السيلياك يعانون في صمت بسبب غلاء الفرينة الخالية من مادة الغلوتين، وأن هذا المرض المزمن يصيب صاحبه باضطرابات هضمية، وحسب الدكتور عماد بوقدومة طبيب مختص في الطب الباطني والجهاز الهضمي، فإن أعراض هذا الداء تظهر عند عدم تحمل الجسم لمادة الغلوتين الموجودة في الحبوب، كالقمح والشعير والشوفان وبعض الأدوية، حيث يحول بها مناعة الجسم إلى مناعة عدوانية تهاجم الأنسجة الموجودة في الأمعاء التي تمتص الغلوتين، فتقل عملية الامتصاص ويتضاعف المرض إلى الإصابة بفقر الدم، وهشاشة العظام، وسرطان الأمعاء وتوقف الدورة الشهرية عند المرأة، والعقم، مشيرا إلى أن المداومة على الحمية تزيل كل هذه الأعراض. وحسب المختصين، فإن ارتفاع سعر مادة الفرينة الخالية من الغلوتين، أثر سلبا على الكثير من المصابين بهذا الداء، بسبب عدم قدرتهم على شرائها، مما زاد من معاناتهم، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الماركات العالمية إلى 1400 دج، فيما يقدر سعرها ب300 دج بالنسبة للمنتجة محليا بمادة أولية مستوردة، بالإضافة إلى صعوبة تحضيرها، وبالمناسبة تم تقديم وصفة ومقادير لتحضير أكلات تقليدية وعصرية بهذه الفرينة بتسهيل تحضيرها. خلص المشاركون في هذا اليوم الدراسي الذي شهد إقبالا كبيرا، لاسيما من مرضى داء السيلياك، إلى مطالبة الوزارة الوصية بضرورة توفير مادة الفرينة الخالية من الغلوتين وإعفاء المادة الأولية لبعض المواد الغذائية المصنعة من هذه الفرينة من الرسوم الجمركية والضريبة، وإحصاء شامل للمرضى لتمكينهم من اقتنائها بأسعار معقولة لأتباع الحمية التي ترافقهم إلى مدى الحياة، وتجنبهم مضاعفات المرض التي غالبا ما تؤدي إلى الموت.