يعيش مرضى السيلياك بالجزائر وسط معاناة لا متناهية، بسبب التحديات الكثيرة التي تواجههم بعد اكتشافهم الإصابة بالمرض، فقد تتحول حياة المصابين بين عشية وضحاها إلى دوران في حلقة مفرغة بين تبعات المرض الذي يسبب متاعب صحية متنوعة، وبين غلاء المنتوجات الغذائية الخالية من الغلوتين في الأسواق وقلة مصنعيها وخبرتهم في الجزائر، وهو ما أكدته رئيسة جمعية مرضى السيلياك ل السياسي . موضحة ان مرض السيلياك يصيب الجهاز الهضمي كردة فعل على التعرض لمادة الغلوتين الموجودة في القمح والشعير والشوفان ويهاجم أنسجة الأمعاء الدقيقة ما يسبب ضررا لبطانة الأمعاء، فتعجز عن امتصاص بعض مركبات الغذاء الضرورية. نقص الأغذية وغلائها.. هاجس مرضى السيلياك يعاني مرضى السيلياك من نقائص غير متناهية بدءا بحرمانهم من الأطعمة العادية، إذ يتوجب عليهم تناول الأطعمة الخالية من مادة الغلوتين والتي تشهد الندرة في غالبية الأحيان بالأسواق ما يتوجب على المرضى البحث عنها والحصول عليها مهما كلف الأمر، لتطلعنا اميرة، المصابة بالمرض، أن حصولها على الأغذية الخاصة بها يسبب لها معاناة حقيقية في ظل الندرة، وتعاني فئة الاطفال المصابين بالمرض اكثر حيث يشكل الأمر لأوليائهم معاناة كبيرة في ظل تحمّلهم مشاق البحث عن توفير الأغذية لفلذات كبدهم وخاصة إذا كان أكثر من مصاب في العائلة أين تتحول الحياة إلى جحيم محقق لصراع الأسر في توفير مستلزمات المرضى من الأغذية، لتطلعنا فايزة في هذا الصدد ان لها طفلين مصابان وأنها في صراع دائم للحصول على المنتجات والأغذية الخالية من مادة الغلوتين. كما أن الأغذية الخاصة بالمرضى تتجاوز السقف المعقول لأسعارها الباهظة والتي لا يقدر على تحصيلها أغلب الأشخاص نظرا لظروفهم الاجتماعية وأوضاعهم التي لا تسمح لهم بتوفير الحد الأقصى من المتطلبات الغذائية ليمثل الأمر مصدر أرق كبير، وهو ما اوضحته نادية، أم لطفل مصاب بالمرض، لتقول في هذا الصدد بان الارتفاع الفاحش لأسعار المواد الخالية من الغلوتين استنزفت جيوبها لتضيف بأنها تعجز في غالبية الأحيان عن توفيرها بسبب ارتفاع الأسعار، ولا يقتصر الأمر على المواد الغذائية الخالية من مادة الغلوتين، بل يمتد إلى الأدوية غير المؤمّنة ومرتفعة الأسعار أيضا والتي يعجز عن توفيرها الأشخاص ذوي الدخل المحدود باعتبارها غير مؤمّنة بنسبة مائة بالمائة وهو ما اشتكى منه غالبية المرضى وأهالي المرضى، إذ يطلعنا حليم في هذا الصدد، المصاب بمرض السيلياك ، انه يواجه صعوبة بالغة في الحصول على الأدوية ليضيف أن هذه الأخيرة تكلفه الكثير باعتبارها غير مؤمّنة كاملة، وتتعدد معاناة مرضى السيلياك لصعوبة مرضهم وخطورته وتعقيداته، إذ يتطلب عناية وحمية غذائية خاصة وهو ما يواجهه المرضى، إذ يحرمون من أغلب الأغذية وكل ما تجود به الطبيعة غير أن كل ذلك لم يشفع لهم ليعيشوا حياة طبيعية تتوفر فيها جميع احتياجاتهم التي تسد النقائص التي يتخبطون بها على غرار انعدام مخابز توفر الخبز الخالي من مادة الغلوتين الذي يتماشى ونظامهم الغذائي، إذ يعد هذا مطلبا رئيسيا لهم. جبار: إدراج يوم وطني خاص بمرضى السيلياك .. مطلب ملح وفي خضم الواقع المزري الذي يتخبط فيه مرضى السيلياك ، أوضحت صفية جبار، رئيسة جمعية مرضى السيلياك في اتصال ل السياسي ، بأن مرضى السيلياك يعيشون أوضاعا صعبة لأن المرض غير مدرج بقائمة الأمراض المزمنة وأدويته غير مؤمّنة بنسبة مائة بالمائة وهناك أيضا مشكل الأغذية الذي يعتبر هاجسا حقيقيا حيث أن أغلب الأغذية الخاصة بهم غائبة في الجزائر وغير متوفرة وتستورد من خارج الوطن وهي جد باهظة كما ان المتوفرة على غرار الذرة والأطعمة الاخرى غير مدعمة من طرف الدولة حيث تشهد ارتفاعا باهظا يعجز عن اقتنائه اغلب المرضى وذوي المرضى، كذلك لا توجد مخابز توفر الخبز الخالي من الغلوتين والذي يساهم كثيرا في توفير الغذاء للمرضى ورفع الاعباء عنهم، ويعاني المرضى أيضا إضافة إلى نقص الاغذية، من غلاء الأدوية الخاصة بهم حيث ان اغلبها غير مؤمّن مائة بالمائة مما يزيد من اعباء المرضى. ومن جهتها، أضافت المتحدثة في سياق حديثها ان الجمعية تضم 350 مريضا أعلن عن حالته وهناك مئات الحالات التي ترفض الإفصاح عن وضعها وتعد ولاية العاصمة أكثر ولاية من ناحية عدد المصابين ب السيلياك كما ان الولايات الجنوبية الأخرى تشهد انتشارا كبيرا للمرض في أوساط الأطفال وقد ينتج المرض عن الأزمات والصدمات النفسية للأشخاص حيث يعد تدهور الحالة النفسية من أهم أسباب الإصابة بالمرض والتي تخلّف اختلالا جينيا، وأضافت صفية جبار، رئيسة جمعية السيلياك ، أنه من بين المشاكل التي يعاني منها مرضى السيلياك في الجزائر هي انعدام يوم وطني خاص بهم وهو مطلب ملح من طرف المرضى الذين يسعون لإدراج السلطات يوما وطنيا خاصا بهم وتسليط الضوء عليهم أكثر.