ما زال الخلاف قائما بين مسيري اتحاد الحراش حول التركيبة التي سيتشكل منها الفريق في بطولة الموسم القادم، حيث أن الخوف من حدوث هجرة جماعية للاعبين يربك إدارة النادي بسبب نهاية عقود الكثير من عناصر الفريق شهر جوان القادم، لا سيما البارزة منها، على غرار وسط الميدان حرايق، المدافعين عبدات، جغبالة، بولخوة والمهاجمين ملال ويونس، وأكثر ما سيجعلهم يفكرون في مغادرة النادي هو تلقيهم لعروض من بعض الأندية، على غرار صانع ألعاب الفريق الحراشي حراق الذي أصبحت تتهافت على خدماته الأندية العاصمية مولودية الجزائر، شباب بلوزداد ونصر حسين داي. وضعية هذا اللاعب دفعت الرئيس عبد القادر مانع إلى التدخل ومطالبته بالتريث قبل اتخاذ أي قرار يخص مستقبله الكروي، علما أن مانع عبر في الأيام الأخيرة عن رغبته في الاحتفاظ بهذا العنصر، غير أن ما يهم هذا اللاعب بالدرجة الأولى هو بعث مشواره الرياضي من أجل تطوير إمكانياته الكروية التي قد تفتح له الطريق نحو الاحتراف في الخارج، ولا شك أن رغبته في تغيير الأجواء تعود بالدرجة الأولى إلى ضعف تسيير النادي الحراشي والأزمات المالية التي أصبحت لصيقة به، وكل ما يخشاه حاليا حراق هو الشروط التعجيزية التي قد يضعها مسيروه الحاليون في وجه الأندية التي تريد التعاقد معه، غير أن مصادر قريبة من حراق أكدت أن هذا الأخير يريد مغادرة الفريق حتى بأرخص الثمن بسبب تذمره الكبير من المشاكل التي عاشها النادي طيلة الموسم الجاري. وتتحدث المصادر القريبة من إدارة النادي الحراشي عن وجود رغبة لدى مسيريه من أجل تغيير تعداد الفريق بنسبة كبيرة، تحسبا لبطولة الموسم القادم، وأن عبد القادر مانع يرغب في أن يتم الاعتماد على العناصر المكونة في النادي، والتي بلغت حسب رأيه درجة كبيرة من التطور في اللعب. وقد صرح مانع حول هذه النقطة أن اتحاد الحراش لا يملك الإمكانيات المادية الكبيرة لاستقدام لاعبين سيطالبون بالحصول على أموال باهظة. ويريد مانع استغلال جزء من الخمسة ملايير سنتيم المتبقية في خزينة النادي من أجل تكوين تعداد الفريق للموسم القادم، فضلا على ضرورة دفع المستحقات المتبقية للاعبين والأطقم الفنية لكل الفئات، حيث أن بمقدور مانع حل هذا المشكل في نهاية الموسم الجاري. الجانب الآخر الذي يثير اهتمام مانع ويؤرقه يتمثل في استقدام مدرب ذي كفاءة لاستلام العارضة الفنية لفريق الأكابر، بعد أن تأكد بصفة رسمية انسحاب المدرب بوعلام شارف الذي رفض العودة للعمل مع الرئيس مانع، بالرغم من إلحاح العديد من مسيري النادي الراغبين في بقائه مع الفريق لموسم آخر، إذ يعتبر هؤلاء المسيرون ذهاب شارف خسارة كبيرة لاتحاد الحراش، حتى أنهم أصبحوا يخشون كثيرا على مستقبل الفريق في حظيرة الرابطة الاحترافية الأولى. أمزيان لفكي يجهز ملفه للدخول في النادي كمساهم رئيسي من جهة أخرى، أكد لنا عبد القادر مانع أنه لا زال عند وعده فيما يتعلق بفتح رأس مال النادي، قائلا بأنه سيرحب بكل شخص يريد الاستثمار فيه، إلا أن مانع لم تسجل إدارته قدوم مستثمرين من الطراز الكبير باستثناء رجل الأعمال أمزيان لفكي الذي ترأس في السابق اتحاد الحراش. لفكي اجتمع خلال الأسبوع الفارط مع رئيس النادي عبد القادر مانع واتفق معه على أن يصبح المساهم الرئيسي في اتحاد الحراش، ولا شك أن هذه الوضعية ستفتح له الطريق لترأس النادي في الموسم القادم، بعد أن صرح مانع أن من يمتلك الاستثمار الكبير في النادي هو الذي سيسير هذا الأخير بدون منازع. ومن المنتظر أن يعقد النادي فور نهاية البطولة الجمعية العامة الانتخابية، سيتم على ضوئها التعرف على الرئيس القادم للنادي. غير أن المشروع الكبير الذي لا زال يحلم مانع بتحقيقه هو رؤية ناديه يسير من طرف مؤسسة وطنية، حيث لم يكف عن مطالبة السلطات العمومية المكلفة بالرياضة بالاهتمام باتحاد الحراش في هذا الجانب لكي تنتهي مشاكله المالية ويدخل في مصف الأندية الاحترافية الكبيرة في الجزائر. من جهة أخرى، يستعد فريق اتحاد الحراش لمواجهة شباب بلوزداد لحساب الجولة القادمة من البطولة الاحترافية الأولى، إذ أن وضعيته الصعبة في ترتيب البطولة تفرض عليه تفادي بالضرورة تسجيل انهزام أمام خصم يتواجد في نفس الوضعية، وهو ما ينذر بحدوث مباراة قوية فوق أرضية ميدان 5 جويلية، وأكثر ما يخشاه الحراشيين في هذا اللقاء، هو غياب بعض العناصر الأساسية للفريق بسبب الإصابة، منهم المدافع الرئيسي بولخوة والمهاجم يونس المتعودان على لعب الأدوار الرئيسية في المباريات المحلية.