تمكن 6 أطفال مصابين بمرض السرطان والمتواجدين على مستوى المستشفى المتخصص في علاج الأورام السرطانية بولاية وهران، من الفوز بشهادة نهاية المرحلة الابتدائية، وهم الأطفال الذين اجتازوا الامتحانات داخل المستشفى رغم المرض والعلاج الكيميائي والألم، مفضلين رفع التحدي ومزاولة الدراسة إلى غاية نيل الشهادة الأولى في مسارهم التعليمي. من بين التلاميذ الناجحين، كان لنا لقاء مع الطفل نور الإسلام يانس، الذي اكتشف إصابته بمرض السرطان في شهر ماي من العام الماضي 2016، حيث قدم من ولاية الشلف، بعد أن لم تجد عائلته مكانا له بمستشفى البليدة، ومنه بقي نور الإسلام في المستشفى للعلاج رفقة والدته التي أكدت بدورها بأن جمعية إعانة الأطفال المصابين بالسرطان كان لها دور هام في اجتياز الطفل نور الإسلام للامتحان، حيث كان يانس مسجلا بمدرسة في ولاية الشلف، ومع بداية التسجيلات بشبكة الأنترنيت لقينا مشكلة تتمثل في أن التسجيل يتم على مستوى ولاية الشلف، وهو ما دفع إلى تدخل الجمعية التي قامت باتخاذ كافة الإجراءات بالتنسيق مع مديرية التربية لحل المشكل. قال الطفل نور الإسلام بأن التواجد المستمر للمعلمين بالمستشفى والذين كانوا يقدمون له الدروس رفقة زملائه، رفع من معنوياته رغم أنه كان يخضع للعلاج الكيميائي الذي منعه من حضور الدروس، ورغم ذلك وجد في المعلمين السند من خلال تطوعهم بتقديم الدروس في كل مرة يتغيب فيها عن القسم هو أو أي أحد من زملائه. وكشف نور الإسلام عن أنه تمكن من الحصول على معدل 7.80 من عشرة في امتحانات شهادة نهاية التعليم الابتدائي، ولم يمنعه المرض و لا الألم من النجاح، داعيا كل الأطفال المصابين بالمرض برفع التحدي والدراسة لأن المرض سبيل للنجاح أكثر من فقدان الأمل، حسب وصف والدته كذلك، وعن أمنيته، قال محدثنا بأنه يطمح إلى أن يكون طبيبا لعلاج الأطفال المرضى والتخفيف عنهم بعد أن شاهد حجم الألم الذي يعيشه الأطفال مرضى السرطان.