تعرف محلات بيع الحلويات في عنابة إقبالا منقطع النظير من طرف ربات البيوت عشية الاحتفالات بعيد الفطر، حيث غيّر أصحاب المخابز ودكاكين بيع الزلابية وقلب اللوز نشاطهم لتسويق الحلويات التقليدية التي يكثر عليها الطلب، رغم غلاء أسعارها، إذ تتزين السينية العنابية ب«المقروض، الكعك والغريبية». خلال تنقلنا إلى بعض محلات بيع الحلويات، لاحظنا أن عملية اقتناء حصة منها يتطلب موعدا وإعادة النظر من طرف صاحب المحل للقائمة التي بحوزته، تخص زبائنهم الذين لهم الأولوية، لأنهم كانوا سباقين في حجز مكان لهم للحصول على حلوى العيد، خاصة المقروض والبقلاوة المرصعة بالمكسرات، منها اللوز والجوز، وهو ما أكده لنا المشرف على المحل، حيث يعرف إقبالا كبيرا من طرف سكان عنابة وما جاورها، وعليه يتم الاعتماد على عدد من المتخصصات في إعداد الحلويات خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لتوفير الطلبات في وقتها، حيث تأخذ كل الوقت وقد تتعدى 10 ساعات في اليوم لتحضير الحلويات بمختلف أنواعها وألوانها، خاصة المقروض والكعك والحلويات العصرية. وعن سعر هذه الحصص، يصل الكيلوغرام الواحد إلى ما بين 800 و1000 دينار، وقد يفوق حسب نوعية الحلوى وتجهيزاتها التي تتعلق بالحشو وطريقة تزيينها، حتى الحلويات العصرية أخذت مكانها من طرف عشاقها، خاصة العرائس والمتزوجات حديثا اللائي يفضلن هذا النوع من الحلوى، باعتباره عصري يتماشى مع المناسبات والأفراح. وعن الإقبال الواسع من طرف ربات البيوت على حلوى العيد دون تحضيرها في البيت، أجمعت الكثيرات منهن على أن وقتهن ضيق، خاصة مع اقتناء كسوة العيد وغلاء المواد الخاصة بتحضير الحلوى، وعليه يفضلن اقتناءها جاهزة من المحل بدل تخصيص ميزانية لشراء مستلزماتها، ناهيك عن تعب اليوم وحرارة المطبخ. وفي سياق آخر، هناك من العائلات من تتمتع بتحضير حلوى العيد بنفسها، حيث تضفي عليها نكهة خاصة وبعض اللمسات العصرية التي تعطي للمائدة حضورا قويا، وهو ما أكدته لنا السيدة سامية التي قالت لنا بأنها تحضر الحلوى بنفسها، وزوجها لا يرضى بحلويات السوق. ومن عادات جداتها؛ تحضير المقروض سيد السينية في عنابة بأسبوع قبل العيد، يليها تجهيز بقية الحلويات الممزوجة بين التقليدي والعصري. وأمام تنافس ربات البيوت على تقديم أفضل الحلوى يوم العيد بمختلف أشكالها، تبقى حلويات السوق الأكثر حضورا في قعدات سكان عنابة في مثل هذه الاحتفالات الدينية.