أكد الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي الرئيس الغيني الفا كوندي أمس، بأديس أبابا على ضرورة تضافر جهود الدول الأعضاء قصد إنشاء فضاء إفريقي ملائم لرفاه الشباب من أجل تحقيق تنمية شاملة في فضاء مندمج، باعتبار أن هذه الفئة عامل سلم واستقرار وأمن. في مداخلته أمام أشغال القمة ال29 للاتحاد الإفريقي، أكد السيد كوندي أنه من واجب الدول الأعضاء أيضا وضع أنظمة ملائمة للصحة والتكوين قصد تحضير هؤلاء الشباب لمواجهة سوق العمل وتفجير قدرته الضخمة في سياق عالمي يعرف تحولات عميقة. كوندي أوضح مخاطبا القادة الأفارقة المشاركين في هذه القمة أنه إذا لم يتم الاستثمار في الشباب بشكل معتبر، فإننا نقصر في واجبنا من خلال عرقلة مستقبله بخطورة»، محذرا بالقول «إننا بالتالي نحكم عليه بالبطالة والهجرة الجماعية و التطفل أوالتسول، ناهيك عن هجرة الأدمغة وخطر أن يصبحوا فريسة للتطرف العنيف وللإرهاب». رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد موسى فقي محمد لم يخف تذمره من تراخي التضامن بين الدول الإفريقية لمواجهة ظاهرة المجاعة التي مازالت تعاني منها مناطق القارة وذلك خلال افتتاح أشغال قمة الاتحاد، إذ تساءل في هذا الصدد «كيف أصبحت قيمنا التضامنية؟ أين هو مجتمعنا المدني وقطاعنا الخاص ورعاتنا»، مشيرا إلى أن المأساة التي يعاني منها الأشقاء في الصومال وجنوب السودان وحوض التشاد والساحل تستوقف ضمائرنا وكياناتنا. من جهة أخرى، طالب القادة الأفارقة خلال اجتماع لجنة العشر حول إصلاح منظمة الأممالمتحدة أول أمس، بمقاعد دائمة وغير دائمة بمجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة مخولة بجميع الصلاحيات والامتيازات، داعين الأفارقة إلى الاستمرار في التكلم بلغة واحدة وباتحاد. القادة الأفارقة أوضحوا في تقرير تمت المصادقة عليه خلال هذا الاجتماع المنعقد على هامش أشغال الدورة ال31 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، والذي حضره وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أن إفريقيا تستحق مقعدا في الفئات الدائمة وغير الدائمة لمجلس الأمن وذلك بالنظر إلى الواقع الجيو سياسي الراهن وبالنظر لقوتها الرقمية والاقتصادية المتنامية وديناميكيتها الديمغرافية وكذا دورها المتنامي في الهيئات المتعددة الأطراف. وأبرز القادة بأنه يتعين قبول إفريقيا ضمن هذه الفئات، لاسيما الفئة الدائمة وذلك بجميع الصلاحيات والامتيازات بما في ذلك حق الفيتو وفقا لموقف إفريقي مشترك. كما أوضحوا في هذا السياق أن الموقف الإفريقي المشترك الذي نص عليه توافق ايزولويني وإعلان سرت هما الخياران الوحيدان لتصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالقارة الإفريقية، مبرزين أنه يتعين إعداد إستراتيجية من أجل بعث حملة من أجل موقف إفريقي مشترك تبرز لاسيما القوة المتنامية ومساهمة وتأثير أمن البلدان الإفريقية على الساحة الدولية. القادة الأفارقة دعوا إلى سحب انضمامهم من مجموعات المصالح لاسيما مجموعة الأصدقاء لإصلاح مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة، في حين أكدوا أنه «يتعين على إفريقيا أن تبقى متماسكة حول جميع جوانب مسار الإصلاح وأن تستمر في الكلام بلغة واحدة إلى غاية تحقيق مطالب الموقف الإفريقي المشترك». وأضافوا أن اللجنة العاشرة يجب أن تواصل جهود التحسيس على أعلى مستوى مع مجموعات المصالح وكذا الدول الأعضاء من أجل تعزيز النجاحات المحققة، فضلا عن استمرارها في حث الدول الأعضاء التي لا تدعم بشكل كامل أو لا تدعم كليا الموقف الإفريقي المشترك، بإعطاء الدفع اللازم لتصحيح مسبق للظلم التاريخي الذي طال القارة الإفريقية والذي لا زالت تعاني منه إلى اليوم، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز دور مجلس الأمن.