نيويورك - انتقد ممثلو العديد من الدول يوم الثلاثاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشدة سير مجلس الأمن و انسداد المفاوضات حول التغيرات الواجب إحداثها من أجل تمثيل منصف. في مداخلة له باسم مجموعة الدول الافريقية أشار ممثل سيرا ليون إلى "الظلم" الذي تعاني منه افريقيا التي تمثل 70 بالمئة من قرارات مجلس الأمن مع كونها غير ممثلة كما ينبغي. و أوضح أن اصلاح مجلس الأمن يجب أن يعكس الارادة المشتركة لثلي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. و اكد انه طبقا لاجماع ايزولويني و تصريح سيرت فان القارة الافريقية تطالب بمقعدين دائمين مع كل ما يعني ذلك من صلاحيات بما فيها حق النقض (الفيتو) و خمسة مقاعد غير دائمة. في هذا الشأن ذكر ممثل الجزائر مراد بن مهيدي بتمسك وفده بالموقف الافريقي مثلما تم التعبير عنه خلال اجماع ايزولويني من أجل منح ما لايقل عن مقعدين دائمين و "كل ما يترتب عن ذلك من امتيازات و حقوق لهذه الفئة بما فيها حق الفيتو" و كذا مقعدين جديدين غير دائمين لافريقيا. و باسم حركة دول عدم الانحياز ركز ممثل مصر على "الظلم التاريخي" الذي تعاني منه افريقيا داعيا إلى إصلاح لمجلس الأمن يساهم في تحسين تمثيل القارة. في هذا الصدد أكد على دعم اقتراحات اجماع ايزولويني و تصريح سيرت التي مفادها أن توسيع فئة الأعضاء غير الدائمين فقط ليس عبارة عن خيار للقارة الافريقية و أن حق النقض (الفيتو) يجب أن يمنح لكل الأعضاء الدائمين الجدد. و لم يستبعد احتمال أن تطلب الدول الافريقية عدد أكبر من المقاعد الدائمة و غير الدائمة في حال ما رأت بأن أصغر المناطق لديها مقاعد أكبر مما تتطلبه نسب تمثيلها. في مداخلته أكد ممثل تونس أنه لا يجدر بمجلس الأمن في أي حال من الأحوال أن يكون "ناديا خاصا" للدول التي تحظى بامتيازات خاصة معتبر أن ذلك سيمثل خطرا بالنسبة للوائح التي يتبناها. و أردف أن تونس تدعم موقف الاتحاد الافريقي مثلما عكس ذلك اجماع ايزولويني و تصريح سيرت. و أوضح يقول "لقد حان الأوان لايجاد حل لهذا الوضع الحالي الذي لطالما حرم القارة الافريقية من أن يكون لها حضور دائم ضمن مجلس الأمن". و من جهتها رحبت ممثلة الأممالمتحدة بتوسيع مجلس الأمن بشكل لا يؤثر في شيء على نجاعته موضحا أن بلدها تدعم توسيع عدد الأعضاء الدائمين و غير الدائمين. إلا أنها أشارت إلى أن توسيع فئة الأعضاء الدائمين يجب أن تتم وفقا لكل حالة مضيفة أن الولاياتالمتحدة ليست مستعدة لدعم اصلاح يغير البنية الحالية لحق النقض. و أكد ممثل كوبا مجددا على الضرورة الملحة لإصلاح عميق لمجلس الأمن الذي ينبغي أن يكون -كما قال- أكثر تمثيلية و ديمقراطية و شفافية. و دعا ممثل كوبا إلى مجلس أمن يضم 26 عضوا مشيرا إلى أنه لا مبرر لعدم وجود أي ممثل دائم عن قارات كإفريقيا و أمريكا اللاتينية و الكراييب في المجلس. و اعتبر أن اقتراح البعض بإضافة أعضاء دائمين جدد بدون منحهم حق الفيتو بمثابة استحداث فئة أعضاء جديدة و هو ما ترفضه كوبا كما ترفض التمييز بين دول ذات سيادة. و وجه ممثل فينزويلا نفس النداء مؤكدا من جديد موقف بلده بشأن رفع عدد الأعضاء الدائمين و غير الدائمين لضم بلدان نامية من إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية و الكراييب على أساس صيغة ب25 أو 26 عضوا. و أشار إلى أنه "تم حرمان شعوب هذه القارات من الاضطلاع بهذه المسؤولية منذ 60 عاما" معتبرا أن الفيتو آلية "بالية و غير ديمقراطية" تتعارض مع مبدأ المساواة بين الدول. كما دعا إلى التخلي أو الحد من استعماله وصولا إلى إلغائه التام. من جهته أكد ممثل إندونيسيا على ضرورة التوصل إلى عدد يعكس تعددية العالم متأسفا لكون آسيا و إفريقيا غير ممثلتين كما ينبغي. و دعا في هذا الإطار إلى حصول إفريقيا و آسيا على أربعة (04) مقاعد إضافية على الأقل مضيفا أن حق الفيتو لا محل له من الوجود في عالم أضحى أكثر ديمقراطية. و قال إنه يجب أن يكون المجلس في متناول أكبر عدد و أن يكون هناك تفاعل أكبر بينه و بين الجمعية العامة. من جهتها أعربت الصين عن أملها في أن يتم إصلاح مجلس الأمن بموجب ميثاق الأممالمتحدة و أن يمكن تمثيلا أحسنا للبلدان النامية لاسيما من القارة الإفريقية.