رحبت الجزائر بإعلان تحرير مدينة بنغازي (شمال/شرق ليبيا)، واصفة إياه «بالانتصار الجديد لفائدة كل الشعب الليبي»، كما أنه يضاف إلى الانتصارات المحققة على الإرهاب في سرت»، حسبما جاء أول أمس، في بيان لوزارة الشؤون الخارجية تلقت «المساء» نسخة منه. البيان أوضح في هذا الصدد «لا تزال الجزائر على قناعة بأن الليبيين برفعهم تحدي القضاء على الإرهاب، يبرهنون على قدراتهم فى تحقيق النصر في مجال تشييد مؤسسات وطنية قوية تكون بمستوى طموحاتهم وأن ينتهجوا بحزم مسار الحوار والمصالحة الوطنية». وشكل تحرير مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية نهاية الأسبوع من سيطرة مقاتلي مختلف التنظيمات الإرهابية ضربة موجعة وأكبر انتكاسة ميدانية لهذه الجماعات قد تكون بداية اندحار الإرهاب في هذا البلد الممزق بحرب أهلية منذ سنة 2011. وقال خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة في شرق ليبيا في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي إن مدينة بنغازي دخلت عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والبناء والعودة إلى الديار بعد كسر قيود القهر والذل وحواجز الخوف والرعب التي سعى الإرهاب إلى زرعها في نفوس الليبيين. وتعد استعادة مدينة بأهمية مدينة بنغازي عاصمة شرق البلاد مكسبا ميدانيا هاما بعد ثلاث سنوات من المواجهات والمعارك الطاحنة بين عناصر مختلف التنظيمات الإرهابية ووحدات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء حفتر. واستغل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة الوزير الأول، فايز السراج هذا النصر ليوجه دعوة ضمنية للواء حفتر لجعل ذلك فرصة لتوحيد الجيش الليبي ومؤسسات الدولة الليبية. كما حذر مجموعات مسلحة وصفها ب»الزمر الخارجة عن القانون» بأن أي «تحرك مسلح باتجاه العاصمة سيواجه بحسم وقوة. وأصدر فايز السراج تعليماته للأجهزة الأمنية التابعة للداخلية والدفاع والحرس الرئاسي بالعاصمة طرابلس لاتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة المجموعات المارقة الخارجة عن القانون وعن الشرعية بكل حزم. وتعهد المجلس الرئاسي ب»مواصلة جهوده لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار في كامل تراب ليبيا». وكانت وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الليبية حذرت من جهتها بأنها «لن تسمح بدخول أي مجموعات مهما كانت صفتها العاصمة طرابلس من دون تنسيق وتحت إشراف كامل من حكومة الوفاق». وعبّر المجلس الرئاسي عن أمله بعد انتهاء سنوات المعاناة وعودة الحياة إلى طبيعتها في بنغازي في أن تخصص المرحلة القادمة لإعادة الإعمار وبناء الدولة بجيش واحد ومؤسسات سيادية موحدة وتفعيل المؤسسات الخدمية في بنغازي التي اكتوت بنار الإرهاب والتطرف.