خصت مجلة «الجيش» الذكرى 55 لعيد الاستقلال بعدد خاص تطرقت فيه إلى مواضيع متعددة، تناولت بالصورة والتعليق مختلف المهام التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الذي أدى مهمة تحرير الوطن بنجاح قبل أن يسلم المشعل لخلفه الذي يشرف على مهام لا تقل نبلا عن التحرير وهو الذي يعمل على صون أمانة الشهداء في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والذود عنه. العدد الذي يحمل الرقم 648، استعرض الدفعات المتخرجة عبر كل المدارس العسكرية بالوطن والتي حملت أسماء لأبطال وشهداء ثورة التحرير المباركة.. العدد افتتح بمقتطف من رسالة رئيس الجمهورية بالمناسبة والتي وجه من خلالها تحية إكبار وإجلال للجيش الوطني الشعبي على ما أبلاه ويبليه من بسالة واحترافية وروح التضحية التي بفضلها وفق في التغلب على بقايا فلول الإرهاب مع الحفاظ على سلامة ترابنا وأمن مواطنينا وممتلكاتهم.. الفريق أحمد قايد صالح، وفي افتتاحيته أكد أن الشغل الشاغل والهاجس الأكبر للمؤسسة العسكرية هو تثبيت وترسيخ أمن وحماية استقلال الجزائر وصون سيادتها الوطنية. العدد الخاص لمجلة «الجيش» جاء بعنوان «وفاء وعصرنة»، تطرق فيه إلى صفحات مشرفة من الكفاح المسلح وخص جيش التحرير الوطني بملف خاص عاد فيه إلى المسيرة المشرفة للجيش وإلى مرحلة التحرير التي شهدها وانتقاله إلى مؤسسة قائمة بذاتها بعد استيفائه مهمة تحرير البلاد من الاستعمار..الملف تطرق بكثير من التفصيل إلى أبرز العمليات والمهام التنظيمية التي قام بها جيش التحرير أثناء الاحتلال قبل أن يسهب في الحديث عن سليله الجيش الوطني الشعبي. العصرنة والتطوير انشغال دائم للمؤسسة العسكرية، وأخذ الموضوع حيزا كبيرا من التحليل والشرح. وجاءت في ملفات متفرقة تناولت الكفاءات العالية للجيش الوطني الشعبي، إلى جانب مدرسة أشبال الأمة وما ينتظر منها من دفعات تدعم المؤسسات بعلمها وإمكانياتها المعرفية، وصولا إلى الخدمة الوطنية التي ساهمت على مدار 49 سنة، في إكساب الشاب الجزائري بمختلف أوضاعه ومستوياته الاجتماعية، حسا وطنيا عاليا.. التحضير القتالي جانب مهم توليه القيادة العليا للجيش اهتماما بالغا، إيمانا منها بمساهمته في ضمان الجاهزية الكاملة لأفراد الجيش. مكافحة الإرهاب وتجربة الجزائر الرائدة فيه، كانت موضوع ملف موسع حمل مواقف الجزائر المتعددة والراسخة ورؤيتها المرتكزة على عديد الأسس والمبادئ على غرار رفض دفع الفدية لتجفيف منابع التمويل المادية وعدم التفاوض مع الإرهابيين، بالاضافة إلى التنسيق والتعاون الإقليمي دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ناهيك عن التعاون والشراكة مع الشركاء خارج المنطقة الإفريقية والمغاربية مع الاعتماد على المقاربة الشاملة المستندة على الربط بين السلم والأمن والتنمية لمواجهة التهديد الإرهابي. وفي السياق، تطرق العدد إلى الاستراتيجية الأمنية الفعّالة التي يتبناها الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الجزائر تنفرد بأصالة مقاربتها في مكافحة الظاهرة، وهي التجربة التي تعد نتاجا لتجربتها الطويلة مع الظاهرة الإرهابية التي واجهتها بمفردها، وهو ما أتاح لها بناء إستراتيجيتها المدروسة والمحكمة الخاصة بالتصدي للإرهاب والتي أصبحت مرجعا إقليميا ودوليا..الموضوع لم يغفل المسيرات البطولة في مكافحة الإرهاب. المؤسسة العسكرية ليست قتالا وتجنيدا وتصد للإرهاب، بل هي صناعة تفتخر بها، كيف لا وهي التي أضحت شريكا فعّالا في مسار إنعاش الاقتصاد الوطني، بعد أن عمد الجيش الوطني الشعبي للاستثمار في أحد القطاعات الحيوية والإستراتيجية بشكل يسمح له بتلبية حاجياته في مجال صناعة العربات العسكرية وتجهيزاتها من جهة وتطوير الأنظمة الإلكترونية وتكنولوجيا الدفاع من جهة أخرى .. وقد اعتمدت المؤسسة العسكرية على مبدأ الشراكة لتجسيد هذه المشاريع باختيارها شركاء عالميين ورواد التحكم في التكنولوجيات على غرار الشريك الألماني «دايملر مرسيدس» والمجمع الإماراتي «آبار» للاستثمار. مواضيع أخرى تتعلق بنزع وتدمير الألغام والجهود المتواصلة لأفراد الجيش لتخليص الوطن مما خلّفه المستعمر الذي لا يزال يحصد الأرواح، إلى جانب موضوع يتعلق بالإعلام والاتصال في الجيش الوطني الشعبي والذي تبنى استراتيجية شاملة، حديثة وفعّالة اعتمدت على وسائل ووسائط حديثة، فيما تبقى مجلة الجيش عميدة المجلات الجزائرية بما تحويه من مواضيع شاملة ووافية .. وفي الرياضة، سجل ثري ونتائج مشرفة حققتها الرياضة العسكرية وطنيا ودوليا.