شدّد عدد من الأخصائيين في المجال القانوني والحقوقي في تدخلاتهم أمس ضمن فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بولاية بومرداس على ضرورة «مضاعفة الجهود» و»توظيف مختلف الأدوات والمعطيات» المتاحة على جميع المستويات لكسب معركة الرأي العام الرسمي والشعبي المساند والداعم للقضية الصحراوية. وشدّد المتدخلون على ضرورة فتح جبهة جديدة للنضال الصحراوي ضمن الجالية الصحراوية المنتشرة عبر العالم وتجنيدها من خلال القيام بنشاطات وتحركات لاستقطاب الرأي العام الدولي وكسب تأييد فعاليات المجتمع المدني والدولي المؤثر. وفي مداخلة له بعنوان «الحق في تقرير المصير ومستجدات ملف الصحراء الغربية»، أوضح أستاذ القانون الدولي بوجمعة صويلح، بأن «لكل واحدة من دول القوى الكبرى العضوة بمجلس الأمن نظرتها للقضية الصحراوية، حيث تريد كل دولة تحقيق الانتفاع لصالح شعوبها مما أدى إلى تأخير استقلال الإقليم الصحراوي». وفي هذا الإطار، ذكر على سبيل المثال بأن «الثروة السمكية للصحراء الغربية ليست مستغلة من طرف الصحراويين ولكن من قبل البلدان الأعضاء في مجلس الأمن مثل فرنسا، ونفس الأمر ينطبق كذلك على ثروات أخرى مثل الحديد والفوسفات والنفط والغاز المستغلين من طرف القوى العظمى». ودعا السيد صويلح الشعب الصحراوي وإطاراته للتمسك بقرارات الأمم المطالبة ب»تعزيز تواجدها في المنطقة الصحراوية وتزود بعثتها المينورسو بالمزيد من المهام الآلية لمتابعة مدى احترام تطبيق حقوق الإنسان على الصحراويين والسهر على احترام هذا المبدأ من طرف المغرب». من جانبه، اعتبر مخلوف ساحل أستاذ بجامعة الجزائر في مداخلة بعنوان «التزام الإتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في حل نزاع الصحراء الغربية»، بأن عملية استقلال جمهورية الصحراء الغربية عن طريق تقرير مصير شعبها هي «بمثابة بداية لتحقيق الاستقرار الشامل والدائم لكل البلدان المغاربية.. وهو أيضا بمثابة لبنة قوية وفعّالة وعامل إيجابي جدا في مسار البناء المغاربي والإفريقي». ودعا في هذا السياق إلى ضرورة حماية وتطوير المنظومة القانونية الأممية والانتقال إلى إلزامية تنفيذ وتجسيد القوانين الصادرة عن المنظمات الأممية خاصة فيما تعلق منها بتقرير مصير الشعوب وحقوق الإنسان واحترام تنفيذ الاتفاقيات الدولية في المجال وتقديس مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الضعيفة وحماية ثرواتها ومقدراتها من الاستغلال والنهب والاحتيال. وبعدما نوه بالانتصارات القانونية والدبلوماسية الكبيرة التي حققتها القضية الصحراوية على مختلف الأصعدة عبر العالم، عرج الأستاذ الجامعي للحديث عن وحدة الصف الصحراوي، حيث أكد بأن الفضل في تحقيق القضية الصحراوية لمكاسب سياسية دولية يعود بالأساس إلى استقرار ووحدة الصف الصحراوي. أما الباحث الصحراوي سيدي محمد عمر، فقد اعتبر في مداخلة له حول «التطرف والإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا والساحل» بأن المنظمات الإرهابية والجريمة المنظمة «مخترقة من طرف النظام والأجهزة الأمنية المغربية». وقال إن «النظام المغربي وطد من خلال ذلك علاقات مباشرة مع هذه الأخيرة بغرض توظيفها لمصلحته من حيث التأثير السلبي على نضال الشعب الصحراوي».