عين الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، في منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية خلفا للدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس. وقال غوتيريس، في بيان أصدرته الهيئة الأممية الأربعاء الأخير إن «لكوهلر 35 عاما من الخبرة في القطاع الحكومي وفي المنظمات الدولية، خاصة كرئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية ما بين 2004 و2010». وأضاف البيان أن «كوهلر الذي تولى عددا من المناصب الحكومية سيخلف الأمريكي كريستوفر روس، كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء». وسبق لكوهلر المختص في الاقتصاد والبنوك أن ترأس ألمانيا من 2004 إلى 2010 بعد أن أشرف على صندوق النقد الدولي وترأس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وبالتالي يصبح كوهلر البالغ 74 عاما رابع مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية بعد المبعوثين الأمريكيين جيمس بيكر وكريستوفر روس والهولندي بيتر فان فالسوم. ومباشرة بعد الإعلان عن تعيينه أعربت جبهة البوليزاريو عن ارتياحها لتعيين الرئيس الألماني الأسبق مبعوثا أمميا. وأبدت في بيان أصدرته وزارة الإعلام الصحراوية أول أمس، استعدادها للمساهمة والمساعدة في إنجاح مهمة المبعوث الأممي الجديد ومد يد العون له لإنجاح المهمة التي أوكلت له والمتمثلة في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير. ودعت جبهة البوليزاريو «مجلس الأمن الدولي والأمين العام الأممي لتسهيل مهمة المبعوث الشخصي ووضع حد للشلل والمعاناة المستمرة منذ سنوات عدة». للإشارة فإن روس، الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2009 استقال من منصبه شهر مارس الماضي، وذلك وفق ما تقتضيه الأعراف الأممية مع تعيين أمين عام إممي جديد. وبقي هذا المنصب شاغرا بسبب العراقيل المغربية حيث تماطلت الرباط في إعطاء موافقتها على تعيين كوهلر بداية جوان الماضي. وكان السفير الصحراوي بالجزائري بوشرايا حمودي بيون، أكد في تصريحات سابقة أن غوتيريس في انتظار موافقة المغرب لترسيم تعيين كوهلر مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء الغربية وذلك بعد موافقة الطرف الصحراوي. وتأتي عملية تعيين الرئيس الألماني الأسبق في ظرف صعب يتميز بعرقلة المغرب للمسار الأممي وهو الذي سبق ورفض التعامل مع روس بعدما لمس لدى هذا الأخير نية صادقة في احتواء نزاع الصحراء الغربية وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية المقرة بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ولم يخف الأمين العام الأممي الجديد انطونيو غوتيريس، هذه الحقيقية حيث ضمن تقريره الأول حول الصحراء الغربية الذي عرضه على مجلس الأمن الدولي شهر أفريل الماضي، رفض المغرب لطلب روس بزيارة الرباط والأراضي الصحراوية المحتلة من أجل استئناف مفاوضات السلام لاحتواء النزاع الذي دخل عقده الرابع. بما يؤكد أن مهمة المبعوث الجديد لن تكون سهلة خاصة وأن الرباط التي تحظى بالدعم الفرنسي داخل مجلس الأمن الدولي، لن تتوان في اعتماد سياسة المماطلة المعتادة لديها في حال استشعرت إرادة حقيقية لدى أي مبعوث أممي في تسوية النزاع في الصحراء الغربية بما يضمن حق شعبها في تقرير مصيره. ولقد التزم مجلس الأمن نهاية أفريل الماضي، بموجب لائحة اعتمدها بالإجماع حول الصحراء الغربية بإنهاء الانسداد السياسي بدعمه استئناف المسار الأممي المعطل من قبل المغرب منذ 2012، وهو ما يطرح التساؤل مجددا حول ما إذا كان المبعوث الأممي الجديد قادرا على حلحلة مسار التسوية، أو أنه سيلقى نفس مصير سابقيه عندما تصطدم مساعيه بصخرة الصد المغربية. الجزائر تعبّر عن ارتياحها للتعيين أعربت الجزائر أول أمس، على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف، عن «ارتياحها» لتعيين السيد هورست كولر مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، مجددة التأكيد على دعمها للجهود الأممية من أجل تسوية سياسية عادلة ودائمة تؤدي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأوضح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن «الجزائر تعرب عن ارتياحها لتعيين السيد هورست كولر مبعوثا شخصيا للأمين العام الأممي للصحراء الغربية. كما أشار إلى «أنها تغتنم هذه الفرصة لتجدد التأكيد على دعمها للأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي من أجل تسوية سياسية عادلة ودائمة تؤدي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن ذات الصلة». وخلص السيد بن علي شريف إلى التأكيد بأن «الجزائر تأمل في أن يسهم تعيين المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام الأممي في استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع ألا وهما المغرب وجبهة البوليساريو من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار من إقليم الصحراء الغربية». و.أ