أكد المدير العام للوكالة الوطنية للتغيرات المناخية السيد كمال مصطفى قارة أن إفريقيا هي أول متضرر من ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري رغم أن هذه القارة ليست مسؤولة على مخلفات الغازات المنبعثة كون النسبة التي تطلقها لا تتعدى 0.9 بالمائة مقابل 19.5 بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية و 18.4 لأستراليا و17 لكندا. وأشار المتحدث أمس في محاضرة حول "التغيرات المناخية والمفاوضات الدولية" ألقاها بمنتدى المجاهد أن مخاطر هذا الاحتباس وآثار ارتفاع درجة الأرض أصبحت ملموسة وظاهرة في العديد من المناطق بإفريقيا أهمها تجرد جبال كيليمانجارو من 90 بالمائة من غطائها النباتي بينما ذابت ثلوج جبال كينيا بصفة كلية إضافة إلى الكوارث التي ظهرت في الآونة الأخيرة بحدة وعلى الخصوص تساقط الأمطار الطوفانية التي تسببت في فيضانات بالعديد من دول إفريقيا. وحسب المحاضر فإن مشكل التغييرات المناخية أصبح المشكل رقم واحد للإنسانية فإن دول إفريقيا مدعوة إلى تنظيم نفسها والاندماج في المفاوضات الجارية على المستوى العالمي والتي ستحدد نتائجها مصير الإنسانية بعد أن همشت في اللقاءات الدولية وحرمت من أي دعم من الدول الكبرى التي تسببت بنسبة كبيرة في ظاهرة الاحتباس الحراري. والجزائر معنية كذلك حسب المتحدث - بصفتها بلد يقع في هذه القارة بالانضمام بصفة فعالة إلى هذه المشاورات كما أنها مضطرة لمواجهة آثار هذا الاحتباس إلى التفكير في حلول طاقوية بديلة ويبقى أفضلها الطاقة الشمسية التي بإمكانها استغلالها داخليا وتصديرها إلى الخارج. ونبه مدير الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية إلى أن ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من درجتين يعني الكارثة بالنسبة لدول إفريقا التي تعاني من عدة ظواهر كالجفاف والفيضانات والأمراض والمجاعة وأن ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر مما هي عليه اليوم يعني الأعاصير واتساع رقعة المجاعة وانتشار الأمراض والجفاف الذي سيقضي على ما تبقى من أنهار وبحيرات وغيرها دون أن ننسى خطر الرغبة في النزوح من المناطق المتضررة. وما يثير الاستغراب حسب السيد قارة هو أن أكبر نسبة من المياه العذبة في العالم توجد بإفريقيا وأن ألفي مليار متر مكعب منها تهدر سنويا والنتيجة هي أن هذه القارة تعاني بصفة دائمة من الجفاف المزمن الذي يعتبر مصدراً للمجاعة والأمراض والفقر وظاهرة النزوح، علما أن عدد سكان القارة سيبلغ في غضون سنة 2025 المليار ونصف المليار نسمة. وحسب المتحدث فإن حل هذه المشاكل التي تهدد القارة السمراء موجود لكن لن يتحقق إلا بالتوصل إلى حل مشترك ومتكامل. وخلص المحاضر إلى أن الجزائر ملزمة بأن تصبح من أهم الفاعلين في إفريقيا، المطالبة باغتنام الفرصة التاريخية والوحيدة المتمثلة في المشاورات الجارية على المستوى العالمي حول التغيرات المناخية والخاصة بما بعد طوكيو 2012. وفي نفس الوقت على الدول الإفريقية التفكير في كيفية حماية وضمان أمنها الغذائي علما أن للجزائر الإمكانيات اللازمة لتحقيق استقلاليتها في هذا المجال كما يمكنها تحقيق أمنها الطاقوي واستغلالها لمختلف الموارد المائية التي تزخربها.