طمأنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أمس، الأولياء الذين يلتحق أبناءهم اليوم بمقاعد الدراسة بوفرة الكتاب المدرسي، إذ كشفت أنه تم هذه السنة طبع 65 مليون نسخة بما يكفي لسد كل الحاجيات، داعية الأولياء إلى عدم القلق من هاجس الندرة والتأخر في شراء بعض الكتب التي قد لا تصل خلال هذا الأسبوع، خاصة كتب الجيل الجديد التي طبعت منذ أيام قليلة، مبررة ذلك بكون الأسبوعين الأولين من انطلاق الموسم الدراسي يخصصان كالعادة لتقييم تشخيص مكتسبات التلميذ، كما دعت رجال المال إلى الاستثمار في صناعة الأدوات المدرسية التي نستوردها بنسبة 90 بالمائة. بدت الوزيرة التي دشنت الصالون رفقة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أمس، مرتاحة للمنتوج الذي قدمته دور النشر ال11 المكلفة بطبع الكتاب المدرسي، التي تبيّن من خلال ما لاحظناه أنها قطعت أشواطا كبيرة في مجال تحسين المطبوعات التربوية، واستفادت من الأخطاء السابقة التي أسالت حولها الصحافة الكثير من الحبر، وقالت مسوؤلة القطاع التي طافت رفقة زميلها بأجنحة المعرض إن عملية التحسين مستمرة، وإنه كلما ظهرت أخطاء يتم تداركها ولا يجب أن تشكل «عقدة» أو أن تؤثر في سير العملية التربوية. أما بشأن الأدوات المدرسية فذكرت بن غبريط، أن ديوان المطبوعات المدرسية المنظم للصالون استطاع أن يقنع العارضين لهذه السلع بتخفيض أسعارها لفائدة العائلات، وذكرت خلال ندوة صحفية نشطتها بمعية وزير الثقافة، أن غلاء بعض المنتوجات لا يعني أنها ذات نوعية جيدة، مؤكدة أن هناك منتوجات محلية أفضل من تلك المستوردة، وفي هذا المجال دعت الأولياء من جهة إلى مرافقة أبنائهم بشكل مستمر ولا يقتصر على الدخول المدرسي، وتشجيعهم على الانضباط والنجاح في المشوار الدراسي لأن العبرة ليست في أشكال وألوان الأدوات المقتناة. أصحاب المال مدعوّون للاستثمار في صناعة الأدوات المدرسية ومن جهة أخرى دعت الوزيرة أصحاب المال إلى الاستثمار في صناعة الأدوات المدرسية خاصة أن السوق واعدة بما توفره من شريحة كبيرة تحتاج إلى هذه الأغراض قائلة: « لدينا أكثر من 9 ملايين متمدرس، وشريحة كبيرة من الجامعيين الذين يحتاجون لمثل هذه السلع» وقد طاف الوفد الوزاري بمختلف أجنحة المعرض الذي ضم 38 خيمة منها 20 للبيع تمثل دور النشر و18 خيمة لبيع الأدوات المدرسية، ويدوم إلى غاية ال12 من الشهر الجاري، حيث تصفح الوزيران بعض الكتب المطبوعة سابقا والجديدة، واطلعا على نوعية الورق المستعمل ودقة التصميم والإخراج، حيث أعجبا بالتحسن الملحوظ في المنتوج الجديد الذي زالت به العديد من النقائص سواء في الجانب الجمالي أو المضمون، من حيث الأخطاء التي قالت بشأنها الوزيرة إنها ليس حكرا على بلادنا، بل تحدث حتى في الدول المتقدمة التي تملك تقاليد عريقة في الطبع والنشر. كما ركز وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في تدخله على ضرورة الحرص على جودة المنشورات لأن الطفل إذا قدمت له كتابا جيدا يقبل عليه، بينما إذا كان رديئا فإنه سينفر منه معترفا بمجهودات الناشرين، مؤكدا أنه بين 80 و90 بالمائة من الأدوات المدرسية نجلبها بالعملة الصعبة من الخارج، وأنه حرصا على تخفيف كلفة الاستيراد فإن رجال الأعمال باستطاعتهم استثمار أموالهم في هذا القطاع الواعد والمربح، مشيرا في سياق آخر أن دائرته الوزارية ترافق البيئة التربوية وتساعدها بالبيئة الثقافية وما تحمله من فنون ومسرح وفرق فنية تساعد التلميذ على توسيع مداركه المعرفية والفنية، أما بشأن الأخطاء فذكر السيد ميهوبي، أن الأخطاء تقع في كل زمان ومكان ولم يسلم منها حتى المصحف الشريف، وأن دولا وجدت أخطاء حتى في عملتها الرسمية. كما أكد مدير الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، ابراهيم عطوي، أن المعرض موجود في كل ولايات الوطن لبيع الكتاب المدرسي، وأنه تم اعتماد 800 مكتبة خاصة هذه السنة، فضلا عن المؤسسات التربوية التي تعرض الكتاب، وأن الديوان يعتزم رفع عدد المكتبات المعتمدة إلى 2000 العام القادم للقضاء على الندرة والتأخر في وصول الكتاب. للإشارة فإن العديد من المواطنين شكلوا أمس، بساحة رياض الفتح طوابير طويلة، منذ الصباح الباكر ينتظرون افتتاح الصالون ليشكلوا زحمة كبيرة أمام الأجنحة لم تنفع معها إجراءات التنظيم التي حاول الأعوان فرضها.