انعقدت، أمس، بقصر الثقافة الجمعية العامة التأسيسية للشبكة الجزائرية لمهنيات السينما والتلفزيون، تحت إشراف السيدة سميرة حاج جيلاني وكانت فضاء تنظيميا وتشاوريا للنهوض بدور المرأة في هذا الفضاء الحيوي. تم بالمناسبة انتخاب أعضاء المكتب التأسيسي وكذا رئيسة الجمعية وتحديد أولويات العمل منها التكوين وجرد أهل المهنة بعيدا عن الطفيليين، وكذا خلق منظومة تشريعية ومالية للدفع بالسينما والتلفزيون، إضافة لترسيم مهرجان دولي خاص بالمرأة. انطلقت الأشغال بعرض فيلم قصير بعنوان «سينما: المرأة» تناول مسيرة أجيال من الجزائريات فرضن موهبتهن على الشاشتين الفضية والصغيرة، ومرت العديد من اللقطات التي بقيت شاهدة على هذا الحضور المميز لجيل كلثوم ونورية ثم بهية راشدي وأخريات وكان التعليق للسيدة عايدة عبابسة العضو في هذه الشبكة. في تدخله، أشاد السيد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بدور المرأة في القطاع السمعي البصري، معبرا عن استعداده لترسيم وبعث مهرجان المرأة الدولي الذي كان قد انطلق في 2015 ثم توقف، كما أشار أن هذا الموعد سيكون مناسبة لتكريم سيدات الفن الجزائري. بالمناسبة صرح الوزير أن مجلس الفنون والآداب وزع أكثر من 6 آلاف بطاقة، كما أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أحصى 20 ألف منخرط وحصل خلال هذه السنة 80 مليار سنتيم. يتناول اللقاء إشكالية بقاء مجموعة مهنيي السينما والتلفزيون بالرغم من المكانة الكبيرة التي حضيت بها منذ ميلادها تفتقد للإطار التنظيمي الذي يجمعها ويسمح لها بخلق إطار للتشاور وتبادل الرؤى والخبرات، لذلك جاءت الاستجابة لهذه التطلعات، وفي أن تكون صوتا وأداة تواصل بين المهنيين والسلطات العمومية والدفاع عن المصالح المادية والمهنية للمهنيين وفي تمثيل أحسن للمرأة في مجال الصناعة السينمائية والتلفزيونية. للإشارة، تهدف الشبكة الجزائرية لمهنيات السينما والتلفزيون (رابسيت) للترويج للصورة الحقيقية للمرأة غير تلك النمطية الجاهزة وذلك من خلال إطار مهني متطور يثمن جهد السينمائيات، إضافة إلى خلق سينما بأبعاد صناعية للتقليص من حدة الأزمة، وكذا فتح الحوار مع مختلف الشركاء والمؤسسات لتوضيح الإرادة السياسية لمشروع وطني حقيقي في مجال السينما والتلفزيون مع تهيئة بيئة قارة للتشريعات التي تخلق وترعى حرية التعبير. بعد انتخاب الرئيسة السيدة حاجي وعضوات المكتب بالجمعية والمصادقة على القانون الداخلي أكدت السيدة سميرة حاج جيلاني على أن هذه الخطوة العملاقة ستكون فرصة لتصفية هذا القطاع من الدخلاء ومن بعض الممارسات الضيقة وعلى رأسها المحسوبية في توزيع الأدوار على الفنانات، كما أوضحت أن لكل اختصاص فني لجنة تشتغل ضمن ضوابط ومقاييس مكونة من فنانين وكتاب سيناريو ومنتجين وقنوات تلفزيون وممثلان عن مجلس الفنون والآداب والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وسيتم من خلالها رصد أسماء الفنانين الذين يستحقون فعلا بطاقة فنان لصد الفوضى الحاصلة اليوم مما انعكس سلبا على الإنتاج الفني الجزائري، كما تطالب الشبكة بإدراجها في لجان القراءة، وخلال حديثها وصفت القطاع اليوم بأنه «مخروب» يحتاج للتطبيب والشبكة ستساهم بقوة وبالنفس الطويل علما أن لها الخبرة وقد اكتشفت بعض الأسماء من عدة مناطق من الوطن من ذلك النجمين محمد زاوي ويوسف سحايري، وستبقى على هذا الموقف لخدمة الفن حتى ولو كلفها ذلك الكثير. أكدت السيدة سميرة على أن التكوين سيكون له حصة الأسد بنسبة 80 بالمائة ولذلك ستكون هناك دورات تكوين وشراكة مع جهات أوروبية خاصة في الأفلام القصيرة والوثائقية. على هامش الفعالية تحدثت السيدة عايدة عبابسة ل»المساء» عن هذا المشروع الذي يضم 500 امرأة من ممثلات وكاتبات ومصورات وفي الديكور وحتى الماكياج وأيضا الطفلات الممثلات الحاضرات اليوم وستكون بمثابة شريك يخفف الضغط على وزارة الثقافة، وستكون صوتا نسويا فعالا يضمن حقوقه بنفسه. الشبكة متواجدة عبر 16 ولاية وفي عاصمتين أوروبيتين ويضم المكتب المنتخب عدة أسماء منهن فريدة كريم وشاكير صبيحة وزينب عراس والسيدة عجايمي وسلطاني ياسمينة وغيرهن.