تُعتبر بلدية عين بسام الواقعة غرب ولاية البويرة، من بين المناطق التي لم تتمكن من كسب رهان الاستثمار المحلي بالرغم من الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها، كالعقار الصناعي والطابع الفلاحي الرائد بوسط البلاد، وحظ وافر في المجال التنموي، فيما صعب عليها سد عدة ثغرات لاتزال تشكل نقطا سوداء تطفو لتشكل أبرز انشغالات السكان في كل عهدة انتخابية، وتستنزف أموالا باهظة للتخفيف من حدتها، لتصنع واقعا تنمويا تتناقض صوره في ظل غياب أي استراتيجية للاستثمار المحلي. لا يخفى على أحد أن البلدية تسجل آلاف الملفات المكدسة لطلبات السكن ومشاريع سكنية متوقفة واهتراء وتدهور شبكة الطرقات ونداءات تتعالى؛ طلبا للربط بالمياه والدعم الريفي، إلى جانب تراجع ثقافي ورياضي، وشباب يشكو البطالة والآفات الاجتماعية، وأملاك عقارية مهملة وفرص من ذهب ضيّعتها السياسات التنموية الفاشلة؛ كسوق الجملة للخضر والفواكه وفريق محلي لكرة القدم اضمحل لأسباب مجهولة. لكن في المقابل تشير الأرقام الرسمية لهذه الجماعة المحلية رابع أكبر المدن بولاية البويرة، إلى كثافة سكانية تقارب 50 ألف نسمة، استفادت خلال الخمس سنوات الأخيرة من حوالي 50 مليار سنتيم للتكفل بجزء كبير من التهيئة العمرانية، وأزيد من 30 مليار سنتيم في إطار تحسين المرفق العمومي، وما يفوق 7 ملايير سنتيم لإنجاز شبكة الطرقات، وأزيد من 3 ملايير سنتيم بالنسبة للربط بشبكة الماء الشروب، وعمليات أخرى مست عدة مجالات يقابلها مداخيل لا تتجاوز 1 مليار سنتيم من عقار صناعي هام. رغم استهلاك 50 مليار سنتيم.. حالة الطرقات كارثية استفادت بلدية عين بسام خلال العهدة الجارية من أغلفة مالية ضخمة في مجال التحسين العمراني الذي مس أغلب أحياء المدينة، غير أن هذه المشاريع لم تستطع تحسين الوجه الجمالي وإنهاء حالة التدهور لطرقات المدينة العريقة، التي لاتزال تحتفظ بعمرانها القديم ولم تتمكن من محاربة اعتداءات البناءات الجديدة خاصة عبر الشارع الرئيس. كما لايزال سكان القرى التي يفوق عددها 15 قرية يطالبون بتعبيد مسالكها نحو البلدية، ناهيك عن الاهتراء الذي تعرفه أغلب المسالك والطرقات خاصة بوسط المدينة، والتي تزداد حدتها خلال فصل الأمطار، فيما يزداد الطلب على تهيئة الطريق الوطني الذي يربط بين عين بسام والجباحية والذي يعرف حركة مرور كثيفة، غير أن حالته تزيد تدهورا. أزيد من ألف مسكن ومشكل العقار يحبس الأنفاس تتوفر بلدية عين بسام على حصة سكنية هامة تزيد عن 1000 مسكن اجتماعي، ومشروع 600 مسكن بصيغة «عدل» توقف بسبب مشكل العقار، حيث تم توزيع 156 مسكنا منها مؤخرا، على أن يوزع 220 مسكنا قبل نهاية السنة، مما سيخفف من حالة التوجس التي يشعر بها المكتتبون، فضلا عن طالبي السكن الاجتماعي الذين أودعوا أزيد من 5 آلاف ملف، أغلبها تعود لأحياء أحرص سليمان، أحمد الحاج، عراض الصالح وحي عين بوعكاز، التي تُعتبر من بين الأحياء الشعبية الأكثر حاجة إلى السكن، حسب عدد الشكاوى المرفوعة من خلال وقفات احتجاجية دورية طلبا لالتفاتة جادة تنهي معاناتهم، فيما يبقى السكن الريفي المطلب المتجدد لسكان القرى، الذين ناشدوا الجهات الوصية تعجيل رفع التجميد عن هذا النمط من السكن والتكفل بطلباته التي تعود إلى سنة 2010، خاصة عبر قرى سيدي يحيى، الكرايمية، أولاد براهم الشبوبية، الطرارفة وأخرى. مشاريع واعدة، أزمة مياه وقرى تشكو الإهمال تشكو عدة قرى ببلدية عين بسام أزمة مياه خانقة على مدار السنة بالرغم من استفادة البلدية من الربط ضمن مشروع التحويلات الكبرى لمياه سد كدية أسردون، لأزيد من 4 سنوات، مع برمجة عدة مشاريع لإيصال المياه إلى عدة قرى لاتزال تنتظر إنهاء الأزمة بها، منها قرى سيدي يحيى، لكرايمية، أولاد براهيم، الشبوبية، المواتع، أولاد زيان وغيرها، فيما تشكو أخرى من تأخر ربطها بشبكة الغاز الطبيعي كعين الشلالة، وأخرى تشكو غياب الصرف الصحي كسيدي يحيى، في الوقت الذي كشفت الجهات المسؤولة عن قرب موعد حل أزمة المياه بسيدي يحيى والقرى المجاورة لها بعد استئناف المقاولة أشغال المشروع. واستفادت قرية عين الشلالة من مشروع الغاز الذي توقفت أشغاله منذ سنة 2016، في الوقت الذي يبقى الصرف الصحي مطلبا ملحّا لسكان الأرياف، التي تشكو مشاريع المطامير العشوائية كحل مؤقت ينتظر التدخل لإنهاء الخطر المحدّق بهم. عقار صناعي هام ومليار سنتيم عائدات الجباية المحلية تتوفر بلدية عين بسام على عقار صناعي هام يضاف إلى أراضيها الفلاحية الخصبة، وهي الإمكانيات غير المستغلة والتي لا تدرّ سوى 1 مليار سنتيم كعائدات جبائية، سعت البلدية منذ سنتين إلى تحسينها، ففي الوقت الذي تتوفر على منطقة نشاطات وعدد هائل من طلبات الاستثمار، إلا أن مختلف المجالس التي مرت عليها لم تسع إلى أي توسيع لها، بالإضافة إلى مذبح بلدي يدر ذهبا غير أن كراءه لا يتجاوز 100 مليون سنتيم، وسوق أسبوعي يعتبر ملتقى التجار من عدة ولايات مجاورة لا تفوق مداخيله 300 مليون سنتيم سنويا، ومصادر أخرى للثروة تختفي وراء صمت مجهول وتواطؤ دائم لأعضاء المجالس المتداولة في انتظار رؤية جادة، تمكّن من تسيير ممتلكات البلدية وضبط مداخليها، التي ستشارك حتما في صنع مستقبل تنموي زاهر بمنطقة تحوز على أبرز ركائز الاستثمار لموقعها الاستراتيجي وطابعها الفلاحي المنتج، ناهيك عن قربها من عاصمة الولاية، ومنها نحو مختلف ولايات الوطن. سوق الجملة للخضر والفواكه حلم يتبخر.. لم تتمكن عين بسام منذ سنوات من إعادة بعث مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه، والذي من شأنه إعطاء دفع للنشاط الاقتصادي لتجارة الخضر والفواكه وأن يدر أرباحا طائلة على المنطقة، التي تعتبر قبلة التجار منذ القدم، والتي سعت الجهات المسؤولة إلى إحياء مجدها التجاري، من خلال تخصيص قرابة 8 ملايير سنتيم لإنجاز هذا المرفق قبل أن يتم تحويل 3 ملايير من قيمته إلى وجهة أخرى بعد أن عرف المشروع عراقيل وخلافات حالت دون تجسيده، لتفوّت بذلك عين بسام فرصة تحقيق استثمار محلي واعد. السوق الجوارية بؤرة سوداء تلوّث المحيط كما تشهد السوق الجوارية بمدينة عين بسام وضعية كارثية باتت تشكل خطرا على حياة مرتاديها بسبب الانتشار العشوائي لخيوط الكهرباء، والأخطر أنه لا يوجد أي مسلك لدخول سيارات الإطفاء في حال وقوع حريق، نظرا لضيق المسالك، ناهيك عن المحلات المهددة بالانهيار ومشاكل عديدة أخرى، وهي السوق التي وعدت وزارة التجارة بتهيئتها ودعمها ب 10 ملايير سنتيم، حسب رئيس البلدية، لكن الوعود تبخرت في ظل الأزمة المالية التي تعيشها البلاد، فيما أرجع سبب غياب النظافة إلى افتقار التجار للوعي والمبادرات الفردية ونقص عمال النظافة بالبلدية، وهو ما يقف وراء أزمة غياب النظافة عبر عدة أحياء بالمدينة التي تغرق في أكوام النفايات وتسربات دائمة لمياه الصرف الصحي، منها حي ملوك عيسى، سعدات محمد، حي عين بوعكاز بالمدخل الغربي لمدينة عين بسام وحي 40 مسكنا تساهميا. الصحة «تتماثل للشفاء» ومستشفى جديد قريبا ومن حسن حظ المنطقة أن الخدمات الصحية عبر العديد من المرافق الصحية بعين بسام، تعرف قفزة خاصة عبر المؤسسات الاستشفائية الجوارية التي يقصدها المرضى يوميا للاستفادة من مختلف عمليات التطبيب، سواء العمومية أو لدى العمليات الجراحية والفحوصات لدى الأطباء الأخصائيين، وهو ما قلل من معاناة مرضى المنطقة ومن تكاليف العلاج لدى الأطباء الخواص، في انتظار استلام مستشفى ب 120 سريرا يجري إنجازه لأزيد من سنتين، قبل أن تتوقف لتُستأنف بداية السنة الجارية بعد تسوية الوضعية المالية للمقاولة المكلفة، فيما تشير الوضعية إلى استلامه قريبا بعد أن قطعت الورشة أشواطا هامة منه، في الوقت الذي تتعالى نداءات المرضى خاصة بالمناطق النائية للتدخل ودعم قاعات العلاج التي تعاني الإهمال وسوء الخدمات.