أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد الهادي خالدي، أمس، على ضرورة وضع دليل خاص بمهن البيئة وتسيير النفايات ومعالجتها ووضعه في متناول تلاميذ وطلبة المدارس والإكماليات والثانويات ومراكز التكوين لتحسيسهم بأهمية اختيار هذه المهن· وأوضح خالدي خلال اختتام أشغال الملتقى الدولي حول آفاق التشغيل في مهن البيئة بمعهد التكوين المهني ببئر خادم أمس، بحضور ممثلين عن وزارات البيئة، التشغيل، الصناعة وترقية الاستثمار، الداخلية والجماعات المحلية ووكالات دعم تشغيل الشباب على دور الدليل في توجيه الشباب نحو المهن كاسترجاع النفايات وتحويلها، معالجة المياه المستعملة والمحافظة على المحيط· ودعا خالدي المشاركين في الملتقى الى تجسيد هذه المبادرة بإشراك جميع القطاعات المعنية باعتبار البيئة متعددة التخصصات والفروع والمتمثلة في الوقاية، الصناعة، تسيير النفايات ومعالجتها·· واذ ثمن ممثل الحكومة التجارب الأجنبية التي عرضت في هذا المجال في اليوم الأول من الملتقى على غرار تجربة تونس وألمانيا فإنه حذر في مقابل ذلك من نقل هذه التجارب كما هي، مؤكدا على السعي لتجسيد بعض المشاريع ذات الصلة بالمحافظة على البيئة ونظافتها كشوارع البيئة في تونس· وفي هذا السياق أشار المتحدث الى فرص التشغيل التي تتيحها تخصصات البيئة والتي تفوق 30 تخصصا ·· حيث يمكنها خلق أكثر من 150 ألف منصب شغل· وركز في هذا لاطار على دور الجماعات المحلية ومساهمتها في الحفاظ على البيئة وتسيير النفايات من خلال نشر ثقافة التعامل مع هذه الأخيرة وبمساهمة جميع الأطراف من مواطنين، جمعيات الأحياء والمجتمع المدني، حيث دعا البلديات الى تصنيف النفايات وتخصيص أكياس لذلك على غرار ما هو معمول به في دول أخرى، متأسفا على الوضعية البيئية التي توجد عليها العاصمة بسبب كثرة النفايات والرمي العشوائي لها· ووعد الوزير المتخرجين من التخصصات ذات الصلة بالبيئة وحاملي المشاريع بمساعدتهم، ودعا وزارة البيئة إلى تقديم ضمانات للشباب من أجل توفير مناصب شغل في التخصصات التي اختاروها كما أكد على القيام بحملة اشهار واسعة حول دليل مهن البيئة والتحسيس بأهمية التخصصات التي يتضمنها· وفي سياق متصل اقترح الوزير استحداث مسابقة او جائزة وطنية للبيئة لتحفيز الشباب، ووضع أكياس خاصة لتصنيف النفايات وتسهيل معالجتها، ووضع اجراءات ردعية وأخرى تحفيزية خاصة بالنفايات الخطيرة· من جهة أخرى أكد على صياغة التوصيات التي خرج بها الملتقى وإرسالها الى الوزارات المعنية والولاة لتطبيقها ميدانيا، ومن هذه التوصيات تصنيف النفايات وتحسيس المواطنين بذلك وزرع ثقافة التعامل مع البيئة، اضافة الى انشاء مؤسسات مصغرة في هذا المجال وتسهيل الحصول على القروض وإنشاء بنك معلومات وموقع على الانترنت خاص بمعالجة المياه المستعملة والحفاظ على المحيط ودور الجماعات المحلية ومساهمتها في ذلك وإرغام المؤسسات على إحترام البيئة وإثراء مدونة التخصصات المتعلقة بالبيئة· يذكر أن الشاب بخوش ابراهيم عرض تجربة ناجحة لمشروع تسيير النفايات ومعالجتها، وذلك بتمويل من وكالة التنمية الاجتماعية وأكد ان المشكل الذي يعيق المشروع هو المقر والضرائب· *