حققت بلدية الثنية خلال العهدة الانتخابية 2012-2017 بعض المكتسبات التنموية، مع تسجيل إخفاقات بسبب الانسداد الذي عرفه المجلس الشعبي لعدة أشهر، مما أضر باستمرارية العمل التنموي بها. ورغم عراقة البلدية التي يعود تاريخ إنشائها إلى 1875، إلا أن وجهها الحضري لا يعكس عراقتها، بسبب إخفاقات ملحوظة حتى في تحسين وجه المدينة. انتقلت الميزانية السنوية لبلدية الثنية من أزيد من 16 مليار سنتيم في ،بداية العهدة الانتخابية في 2012 إلى أزيد من 73 مليار سنتيم في 2017، تمكن من خلالها المجلس الشعبي المنتخب من تحقيق بعض العمليات التنموية المتعلقة أساسا بتوصيل الماء الصالح للشرب الذي انتقلت نسبته في بداية العهدة من 85% إلى 90% في نهايتها، ونسبة الربط بقنوات الصرف الصحي من 80% إلى 85%، والربط بغاز المدينة من 85% إلى 90%، والربط بالهاتف والأنترنت من 70% إلى 80%، وارتفعت نسبة التمدرس من 95% إلى 98%. فيما عرفت نسبة الربط بالكهرباء ارتفاعا طفيفا منتقلة من 95% إلى 96%، في حين ارتفعت نسبة البطالة من 11% إلى 12.5%، والسبب أن المجلس الذي عرف انسدادا لأشهر لم يوفق في تشجيع فتح مناصب شغل، وهو الإخفاق المسجل ضد العهدة. بالإضافة إلى إخفاقات أخرى تتلخص مجملا في عدم إطلاق عمليات تنموية في إطار عمليات التمويل الذاتي للبلدية، التي أحصت 61 عملية، منها 31 عملية بمبلغ 7 ملايير سنتيم؛ لم تنطلق، و13 عملية في إطار تمويل الولاية؛ انطلقت منها عملية واحدة فقط، إضافة إلى تجميد بناء 4 مدارس بسبب التقاعس في إطلاق العمليات، فيما تحصي بلدية الثنية 5 ابتدائيات بالبناء الجاهز، وهي البناءات التي تعمل السلطات على القضاء عليها نهائيا، في انتظار رفع التجميد عن تلك المشاريع بدخول قانون المالية الجديد حيز التنفيذ. من جهة أخرى، تمكن المجلس نفسه من إنجاز 10 كلم من الطرق البلدية، علما أن بلدية الثنية تحصي 9 مداشر، ويبقى مطلب تهيئة الطرق مهما للغاية ليس فقط بالبلدية وإنما بكل إقليم الولاية بومرداس، بالنظر إلى أن الطريق عامل محوري في العملية التنموية. وبالحديث عن قطاع السكن، فإن الملاحظ على بلدية الثنية أنها تضررت كثيرا من زلزال 2003، وهي تحصي قرابة 600 سكن جاهز ينتظر قاطنوها الترحيل المترقب بنهاية السنة الجارية، وكل التحدي يظهر في غربلة القوائم المنتظرة للظفر بسكن اجتماعي، بالنظر إلى حجم الطلب الذي وصل إلى قرابة 5500 طلب، إلى جانب 180 طلبا خاصا بالسكن الهش، يضاف لها 12 بناء فوضويا ورث من العهدة السابقة، حسب «المير». علما أن عدد السكنات الاجتماعية في طور الإنجاز محدد ب1040 سكن. بالنسبة لقطاع الاستثمار، تشير الأرقام إلى أن الثنية تحصي منطقة نشاطات واحدة على مساحة تزيد بقليل عن 9 هكتارات، تشمل 6 مشاريع في إطار الاستثمار الخاص، أربعة في طور الإنجاز واثنان في طور الإنتاج والاستغلال، مكنت من خلق 55 منصب شغل. تضم بلدية الثنية مركزا استشفائيا عموميا يستقبل المرضى من كل أرجاء الولاية، وحتى مرضى ولاية البويرة، غير أن الحاجة إلى فتح تخصص أمراض القلب يطرح نفسه بشدة، مما جعل رئيس البلدية مسعود بندو يشير في سياق عرضه للحصيلة أمام السلطات الولائية مساء أول أمس، إلى ضرورة الاهتمام بأمر تنقل أخصائي القلب إلى المرضى ولو مرة في الأسبوع، للتخفيف عنهم عناء التنقل إلى عيادات بأولاد موسى أو بودواو، نظرا لبعد المسافة وعامل سن المرضى. وبالرغم من الأرقام المقدمة، إلا أن حصيلة العهدة الانتخابية المنتهية تعتبر «باهتة»، حسب تعليق والي بومرداس الذي أرجع ذلك إلى «عدم كفاءة العنصر البشري بالدرجة الأولى، وإلى إخفاق في تثمين الممتلكات العمومية، مما يسمح بتحقيق إيرادات جبائية جيدة تسمح بتغطية العجز». إضافة إلى الانسداد الذي عرفه المجلس خلال هذه العهدة، مما أهدر أشهرا طويلة من عمر التنمية المحلية وانعكس سلبا على الأداء وعلى النتائج الهزيلة المحصلة، وسبّب سخطا لدى المواطنين الذين حضر البعض منهم جلسة عرض الحصيلة، إذ حاولوا التدخل لإيصال سخطهم من «المير» وكامل المجلس وكذا إيصال بعض شكاويهم، وهي الفرصة التي جعلت والي بومرداس يعلق بقوله «أحسنوا اختيار منتخبيكم يوم الاقتراع»..