مازال سكان حي ربيعي عيسى المعروف ب «قرية فار الله» الريفية ببلدية ابن زياد بولاية قسنطينة، يعانون العديد من المشاكل كغيرهم من القرى النائية المجاورة بذات البلدية، فغياب الماء الصالح للشرب الذي لا يصل إلى حنفياتهم والطرقات المهترئة وغياب الإنارة العمومية والنقل عن القرية، من أهم ما يعانيه السكان في ظل غياب اهتمام السلطات المحلية بالبلدية التي تبنت مشاريع تنموية واستثنت القرية، حسب تصريح سكانها، الذين أكدوا أنهم يدفعون ثمن تجديدهم الثقة في المجلس البلدي الذي قربت نهاية عهدته بدون إحداث أي تغيير بالمنطقة أو تجسيد وعود كانت، حسبهم، كاذبة. مشكل غياب الماء عن القرية من المشاكل الرئيسة التي أثارها السكان لعدم وجود برنامج واضح لتزويدهم بهذه المادة الحيوية، أو عدم تجسيد القرارات التي أقرها الوالي السابق عند زيارته البلدية، والتي تفيد بتخصيص برنامج جدي للتكفل بإيصال هذه المادة الحيوية إلى المنطقة، إذ يواجه أزيد من 3 آلاف ساكن مشكل التذبذب في تزويدهم بالماء الذي يغيب عن حنفياتهم لمدة طويلة، أو تكون على فترات متقطعة في بعض الأحيان، الأمر الذي جعلهم في رحلة بحث متواصلة عن هذه المادة الضرورية. وإلى جانب ذلك يطرح السكان مشكل تعبيد طرق القرية التي تعيش وضعية كارثية، وتسببت في عزل سكانها عن القرى المجاورة، حيث إن الطرق المهترئة وحتى المعابر الترابية التي أنشأها السكان، باتت غير صالحة للتنقل اليومي من وإلى البلدية أو حتى القرى المجاورة، خاصة خلال فصل الشتاء وما تسببه الأمطار والأوحال من أضرار كبيرة على هذه الطرق والمعابر، أو حتى على السيارات التي لا يمكنها العبور. فعلى الرغم من انطلاق المشروع الوحيد الخاص بتزفيت المعبر الرئيس للقرية، غير أن هذا الأخير توقف لأسباب مجهولة، حسب السكان. ويُعد مشكل النقل «بفار الله» هاجسا حقيقيا خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث إن اهتراء الطرق أثر سلبا على التنقلات اليومية للسكان نحو البلدية الأم لقضاء حاجياتهم؛ بسبب قلة وسائل النقل، ما أجبر الكثيرين على اتخاذ جراراتهم الفلاحية كوسيلة نقل رئيسة للتنقل بين القرى المجاورة، فيما أكد العاملون من سكان القرية، أن النقل بالنسبة لهم عبء مادي كبير؛ باعتبار أنهم يجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى مقرات عملهم بوسط مدينة قسنطينة، إذ إن مصاريف النقل أثقلت كاهل العامل البسيط الذي يدفع مبالغ معتبرة للوصول إلى عمله في ظل عدم وجود خط نقل مباشر يسهّل من عملية التنقل ويقلص من تكلفتها. كما طرح السكان مشكل الإنارة العمومية التي لا تتوفر عليها في الكثير من المقاطع، فضلا عن ضعف أغلبها، إذ أجبرهم غيابها على العيش في ظلام دامس يوميا، ناهيك عن مشكل انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة بالقرية بسبب غياب أماكن رمي القمامة وانعدام مفرغة عمومية بالمنطقة. زد على ذلك مشكل العلاج؛ فسكان القرية يلجأون إلى البلدية الأم أو مستشفى قسنطينة للعلاج، كون قاعة العلاج الوحيدة بالقرية تعيش وضعية كارثية ولا توفر أدنى الخدمات الصحية. سكان القرية الذين اغتنموا فرصة تواجد الوالي ببلديتهم وقريتهم للاطلاع على مشاكلهم عشية الثلاثاء الفارط، طرحوا انشغالاتهم اليومية على المسؤول، الذي وعد بإيجاد حلول لها وعلى رأسها الماء الصالح للشرب، حيث أمر سعيدون خلال وقوفه على مشروع تزويد قرية «فار الله» بهذه المادة على غرار مشروع الربط لفائدة 1200 عائلة، بتسليمه شهر نوفمبر الداخل، مع تخصيص مبلغ 4 ملايير سنتيم من ميزانية الولاية لتدعيم مشروع ربط كامل المنطقة بالمياه، التي سيتم جلبها انطلاقا من حي بن شرقي، إذ كلف الوالي مؤسسة «سياكو» بإطلاق الأشغال بصفة استعجالية. كما قرر المسؤول التكفل بمشروع ربط 180 منزلا ريفيا بهذه المنطقة بالغاز الطبيعي، حيث وعد السكان التكفل بالتجمعات الريفية المتبقية في مجال التزويد بالكهرباء والغاز وشبكات المياه الصالحة للشرب، ضمن البرامج القطاعية القادمة.