يعتزم مجمع صيدال ضمن مخطط التنمية المعتمد، إنجاز 300 مليون وحدة بيع في السنوات المقبلة، تزامنا مع إنجاز 3 مصانع جديدة صمّمت حسب المعايير الدولية المعمول بها في شرشال والجزائر وقسنطينة، بطاقات إنتاجية تفوق 150 مليون وحدة، علاوة على الشروع لأول مرة بالجزائر في إنجاز مركز للتطابق الحيوي بحسين داي والذي سيدخل حيز التنفيذ في 2018 لمراقبة وتحليل الأدوية الجنيسة ومقارنتها بالأصلية. خلال استضافته في برنامج «ضيف الصباح» للقناة الإذاعية الأولى»، أوضح الرئيس المدير العام لمجمع «صيدال» ياسين تونسي، أنه تم الأخذ بعين الاعتبار قضية الأدوية الجنيسة التي لا فرق بينها وبين الأدوية الأصلية من حيث التركيبة، مشيرا إلى أن نسبة تقدم المشروع بلغت مائة بالمائة رغم أن القانون في السابق لم يكن يلزم إجراء دراسات للمطابقة الحيوية، بل كان يكتفي فقط بالشهادات الموجودة في الملف. وإذ أكد أن المركز سيسمح بالتأكد من فعالية هذه الأدوية لتفادي المشاكل مستقبلا في سوق الأدوية، أكد ضيف الأولى أن هذا المركز سيعطي دعما كبيرا لمنتجات صيدال وأنه على المتعاملين الخواص الاستثمار في هذا المجال. وفيما يتعلق بمرضى السرطان، أوضح المتحدث أنه تم تسطير مشروع خاص ضمن مخطط التنمية الذي بلغت نسبة إنجازه 70 بالمائة، مذكرا في هذا السياق بإنشاء شركة مختلطة لإنتاج أدوية لعلاج السرطان، فضلا عن وجود مشروع قائم لإنجاز وحدة إنتاج أدوية لعلاج هذا الداء بطريقة بيو تكنولوجية، كما أبرز في هذا السياق ضرورة الاستثمار في هذا المجال نظرا لخصوصية المرض التي تفرض مسايرتها. في معرض حديثه عن صناعة الأدوية بطريقة بيوتكنولوجية، شدّد تونسي على ضرورة الشروع في التحضير لأرضية للتوجه إلى هذه الصناعة على اعتبار أن الجزائر تمتلك مؤسسات وإطارات جامعية وطاقات قادرة على الاستثمار في هذا المجال، معلنا في هذا السياق عن الشروع في إنجاز مصنع خاص بإنتاج الأنسولين، سيدخل حيز التنفيذ في 2018، إلى جانب وجود مباحثات مع الشركاء للدخول في مجال البيوتكنولوجيا الذي يعد لا محالة مستقبل الصناعة الصيدلانية. حول نشاط المجمع، قال تونسي إن مجمع «صيدال» الذي بلغ رقم أعماله 10 ملايير دج يغطي حاليا 9 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية وينتج أكثر من 130 مليون وحدة بيع، مبرزا أن مجمعه يراهن من خلال مخطط التنمية الذي تم الشروع فيه على استرجاع مكانته الرائدة في الصناعة الصيدلانية، بالنظر إلى المنافسة الموجودة من قبل المتعاملين الخواص الذين تبلغ وحداتهم الإنتاجية 80 وحدة على مستوى التراب الوطني. عن قدرات الجزائر في تصدير الأدوية، أكد أن المصانع الجديدة التي أنجزها مجمع صيدال لا تهدف إلى تلبية حاجيات السوق الوطنية فقط، وأن هناك 150 مشروعا في مجال الصناعات الصيدلانية خارج المجمع، فضلا عن الطاقات الكبيرة المتوفرة التي بإمكانها أن تجعل من الصناعة الصيدلانية محورا هاما في تطوير الاقتصاد الوطني. وأضاف في السياق ذاته «إستراتيجيتنا في التصدير تعتمد على التوجه نحو الأسواق الإفريقية والعربية، وقد قمنا بتصدير الأدوية إلى كوت ديفوار والسينغال واليمن والعراق، غير أن عملية التوجه نحو هذه الأسواق تتطلب وجود دعم من قبل البنوك وتسهيلات في النقل والجمارك. وفيما يتعلق بأبرز الشراكات التي عقدها مجمع صيدال، ذكر ياسين تونسي أنه فضلا عن الشراكات القائمة منذ 20 سنة مع أكبر المخابر التي تمتلك تكنولوجيا كبيرة مثل «فايزر» و «صانوفي»، تم عقد شراكة عربية عربية تمخض عنها مشاريع، منها إنجاز مصنع بالحراش لإنتاج الحقن. كما أوضح المتحدث أن مخطط التنمية سيساهم في تطوير المجمع وإنتاج أدوية ذات جودة وبتجهيزات متطورة وتكوين مؤهل لليد العاملة.. واغتنم المناسبة للتطرق إلى الاضطرابات والضغط الكبير الذي شهدتها أدوية صيدال بسبب التحويلات التي شهدها المجمع في وحداته وعماله والتي استغرقت أكثر من 6 أشهر وشملت قرابة 600 عامل. تونسي أبرز في هذا السياق الأهمية التي يوليها المجمع للموارد البشرية والكفاءات العالية، من خلال الحفاظ على الإطارات في ظل تقديم الكثير منهم طلبات للإحالة على التقاعد المسبق، مشيرا إلى أن المجمع خصص تحفيزات للإبقاء عليهم. في هذا السياق، تطرق مسؤول صيدال إلى مسألة التكوين التي تحظى بأهمية كبيرة في المجمع، كاشفا عن تخصيص أكثر من 100 مليون دج العام الماضي لهذا الغرض، مضيفا أنها تركز بالخصوص على جلب المعرفة والتكنولوجيا لرفع المؤهلات البشرية، فضلا عن اعتزام المجمع إنشاء مدرسة للتكوين الداخلي قصد مسايرة التوجهات الجديدة للمجمع.