سجل الأسبوع المنصرم بداية مرحلة جديدة في تاريخ الجمهورية الجزائرية، مع دخول الدستور الجديد في صيغته المعدلة حيز التنفيذ، بدءا بتعيين رئيس الجمهورية للوزير الأول وأعضاء الحكومة الجديدة التي شرعت في إعداد مشروع مخطط العمل الذي سيتم من خلاله تنفيذ البرنامج الرئاسي. كما شهد الأسبوع حركية دبلوماسية ونشاطا مكثفا، شمل إلى جانب زيارتي الرئيسة الارجنتينية ونائب الرئيس الإيراني للجزائر، احتضان هذه الأخيرة لصالونات ومؤتمرات دولية وقارية، أبرزها أسبوع الطاقة، والندوة الإفريقية حول التغيرات المناخية. وقد تجلت بداية تجسيد روح التعديلات الجديدة المدرجة على الدستور والتي زكاها غالبية أعضاء البرلمان بغرفتيه في تقديم رئيس الحكومة استقالته، وتعيين رئيس الجمهورية مطلع الأسبوع المنصرم الوزير الأول ولأعضاء الحكومة الجديدة التي لم يطرأ على طاقمها تغيرات كبيرة، عدا استبدال وزير الإتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة بكاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال، وهو المنصب الذي أوكل للسيد عز الدين ميهوبي. وشرعت الحكومة المعينة في عملها بعقدها لأول اجتماع لها برئاسة الوزير الأول السيد احمد أويحيى، الذي نصب بالمناسبة فوج العمل المكلف بتحضير مشروع مخطط العمل الذي سيتم من خلاله استكمال تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية قبل نهاية الشهر الجاري، بغرض تقديمه في مجلس الوزراء ثم عرضه أمام البرلمان طبقا للمادة 80 من الدستور. ويشمل هذا المخطط الذي ستسهر الحكومة على تنفيذه، تكييف أساليب العمل مع متطلبات التحولات الناجمة عن التعديل الدستوري، ووضع ميكانيزمات تجسيد البرنامج الرئاسي لدعم التنمية في الآجال الزمنية المحددة، مع التركيز على المشاريع الإنمائية الكبرى التي شرع فيها ضمن المخطط الخماسي 2005 -2009. من جانب آخر، عرفت الجزائر خلال الأسبوع الماضي حركية دبلوماسية مكثفة، شملت زيارة الدولة التي قامت بها رئيسة جمهورية الأرجنتين السيدة كريستينا فيرنانديز دو كيرشنر إلى الجزائر والتي أضفت بعدا استراتيجيا على علاقات التعاون بين البلدين، لا سيما من خلال التوقيع على ثلاث اتفاقات تعاون جديدة في مجالات الطاقة النووية السلمية والإعلام والصحة العمومية وبروتوكول إضافي للتعاون في الميدان الثقافي، كما بحث البلدان فرص بعث الشراكة في مجالات أخرى ونصبا لذلك فوج عمل مشترك لبحث سبل بناء تعاون شامل. كما استضافت الجزائر ولي عهد إمارة أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكذا النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد برويز داودي والذي سمحت زيارة العمل التي قام بها إلى بلادنا بالتوقيع على مذكرة تفاهم، تقضي بترقية اللجنة المشتركة الجزائرية-الإيرانية إلى لجنة عليا، بغية تأطير العلاقات المتنامية بين البلدين. على صعيد آخر شهدت الجزائر الأسبوع الماضي تظاهرات اقتصادية متعددة، شملت إلى جانب تنظيم صالونات دولية خاصة بالأشغال العمومية والحديد والصلب والصناعات التحويلية، احتضان الجزائر لأسبوع الطاقة الدولي في طبعته الرابعة تحت شعار "عالم الطاقة الجديد، تحديات وفرص". وقد عرفت هذه التظاهرة التي دامت 5 أيام مشاركة أكثر من 1000 مشارك من 35 بلدا، وبحضور الحائز على جائزة نوبل والخبير في التغيرات المناخية والتنمية المستديمة السيد موهان موناسينغي إلى جانب المحافظة الأوروبية المكلفة بالمنافسة السيدة نيلي كروس. وتم على هامش هذا الأسبوع تنظيم الندوة الإستراتيجية الدولية السادسة التي سمحت حسب السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم، بتوضيح معالم الساحة الطاقوية الجديدة وتقييم مدى قوة القواعد الجديدة للعبة الطاقوية القائمة. فضلا عن تنظيم المعرض الدولي الرابع حول النفط والغاز، والأيام العلمية والتقنية الثامنة لسوناطراك. كما احتضنت الجزائر بحر الأسبوع المنصرم الندوة الإفريقية لوزراء البيئة حول التغيرات المناخية لما بعد 2012، والتي توجت أشغالها بالمصادقة على أرضية عمل الجزائر التي ستكون بمثابة المرجع الأساسي لمفاوضات إفريقيا خلال لقاءات دولية حول التغيرات المناخية المقررة الشهر المقبل في بولندا، وفي ديسمبر 2009 بكوبنهاجن بالدانمارك، تطبيقا لاتفاق بالي 2007 - 2012. وتميزت أشغال هذه الندوة برسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للمشاركين، والتي أكد فيها أن تذبذبات المناخ الناجم عن تنامي آثار الاحتباس الحراري، تمثل أكبر التحديات الناجمة عن النشاطات البشرية، معربا عن استعداد القارة الإفريقية للتحرك بشكل حازم من أجل إيجاد الحلول اللازمة بشأن التغير المناخي والتفاوض حول الإجراءات التي تخدم التنمية المستدامة لمحاربة الفقر وحماية البيئة.