دعا المشاركون في أشغال اليوم الإعلامي حول الاستثمار الفلاحي بولاية تيزي وزو، إلى خلق فضاء يعطي الأولوية للقاءات تبادل وأعمال بين المهنيين والمؤسسات والمستثمرين، من خلال خلق تعاونيات، من شأنها ترقية الاستثمار الفلاحي واستغلال المؤهلات الموجودة فيما يخدم مصلحة الولاية وعدة قطاعات ذات صلة، منها الفلاحة، الصيد، الغابات وغيرها. اليوم الإعلامي حول «الاستثمار الفلاحي» الذي نظمته مديرية الفلاحة لتيزي وزو، مؤخرا، على مستوى مركز التسلية العلمية، كان فرصة لطرح واقع الاستثمار الفلاحي بالولاية عبر عرض العراقيل، الآفاق والتحديات التي من شأنها تطوير هذا الجانب في خضم المؤهلات الكبيرة والمتعددة التي تضمها الولاية، حيث برمجت مديرية الفلاحة مجموعة من اللقاءات في إطار حملة جوارية تمس دوائر الولاية، بمعدل لقاء خلال كل 15 يوما، بغية بعث الفلاحة في الولاية لتشجيع مواد الدرج للمنطقة. قال كريم كورابة، رئيس مصلحة العقار والاستثمار لدى مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو، بأن الهدف من تنظيم هذا اليوم الإعلامي هو تشجيع ترقية الاستثمار الفلاحي في الولاية، من خلال مرافقة الفلاحين بصفة عامة وحثّ المتعاملين الاقتصاديين على الاستفادة من القروض لتحسين الظروف وتطوير استثماراتهم أكثر، بغية تقوية الإنتاج وضمان الأمن الغذائي محليا ووطنيا، مؤكدا أن سياسة الحكومة ترتكز حاليا على خلق إستراتيجية جديدة لإعطاء القيمة وتحسين التنمية المستدامة للأمن الغذائي على المستوى الوطني. قال المتحدث بأن آفاق قطاع الفلاحة تدخل في إطار إستراتيجية كبيرة، تهدف إلى خلق تنوع في الاقتصاد، عبر جلب أكبر قدر ممكن من المستثمرين الخواص، وهو ما يسمح بازدهار الاقتصاد الفلاحي الوطني. مشيرا إلى أن ولاية تيزي وز تحوز مؤهلات يجب تطويرها، من خلال خلق مستثمرات فلاحية جديدة ومرافقتها من الجانب العلمي والتكوين، بالتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين والجامعة والمعهد التكنولوجي المتوسط للفلاحة الجبلية ومديرية الفلاحة، بهدف تطوير كل الفروع الفلاحية التي تحويها الولاية، حيث تضم الولاية 98 ألف هكتار من المساحة الفلاحية المفيدة الموجهة للأشجار المثمرة وتربية المواشي، 50 بالمائة منها موجهة للأشجار المثمرة، حيث تنتج الولاية بين 10 و13 مليون لتر من زيت الزيتون بفضل جهود الفلاحين ومرافقة المصالح التقنية للولاية، في إطار تحسين نوعية الجمع والعصر، مما يسمح بتحسين نوعية المنتوج. أضاف المتحدث في سياق متصل، بوجود مشروع قيد الإنجاز، بغية تنمية إنتاج زيت الزيتون القبائلي، حيث اختريت تيزي وزو من بين 5 ولايات جبلية في الجزائر لتحسين إنتاج زيت الزيتون، وهي ورقة طريق مسطرة بالتنسيق مع خبراء منظمة الغذاء والفلاحة، لاسيما بعدما سجّل تحسن في النوعية في الآونة الأخيرة، حيث من أصل 50 مشروعا تم تحليله، كانت 70 بالمائة إيجابية، بنسبة حموضة مقبولة، منوها بجهود القطاع في مرافقة وتسهيل الإجراءات للمستثمرين، حيث تم خلق 3 مواقع جديدة بوهلالو يتربع على مساحة 48 هكتارا، ميزارنة 30 هكتارا ومنطقة إفليسن 60 هكتارا، لتطوير تربية المواشي والاستثمار في المواد الغذائية، وينتظر انطلاق المشاريع خلال الأيام المقبلة لتطوير الإنتاج الفلاحي بالولاية. كشف مدير بنك «بدر» في مداخلته، عن مرافقة هذه المؤسسة لقروض بلغت 18 مليار دج، استفاد منها الفلاحون، مؤكدا أن هذا المبلغ قليل مقارنة بالمؤهلات التي تضمها الولاية. في حين أشار مدير الصيد والموارد الصيدية للولاية، إلى أنّ هذه الأخيرة تنتج بين ألف و1500 طن سنويا من الثروة البحرية، في حين تقدر حاجيات الولاية بنحو 5 آلاف طن، وهو ما كان وراء ارتفاع أسعار السمك بالولاية. مؤكدا أن استفادة الولاية من مشاريع مختلفة من شأنها رفع الإنتاج، منها 4 مشاريع قيد الإنجاز و10 قيد الدراسة، موزعة بمنطقتي إفليسن وميزارنة، ستسمح بتحقيق إنتاج يصل إلى 10 آلاف طن، وهو ما سيضمن سد حاجيات الولاية من جهة، وتحقيق فائض سيوجّه نحو التصدير من جهة أخرى. إلى جانب زرع الأسماك بالسدود والمستنقعات الموجّهة للسقي الفلاحي، التي من شأنها تسجيل إنتاج يتراوح بين 20 إلى 200 طن، في حين أكدت محافظة الغابات احتواء الولاية على مؤهلات، لكنّها تفتقر لمؤسسات متخصصة في استغلال الخشب. ❊س.زميحي