يستعد الفنان العالمي إيدير لإحياء حفلين، يومي الخميس والجمعة بالقاعة البيضاوية للمركب الرياضي "محمد بوضياف" في الجزائر العاصمة، بمشاركة عدد من ضيوف الفنان الذين ساهموا في ألبومه الأخير "من هنا وهناك"، ويحتمل غياب الفنان الكبير شارل أزنافور بسبب ظروف صحية. حسب مصدر من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، فإن تذاكر الحفل نفذت قبل أيام، وأن الحدث التاريخي المتعلق بعودة إيدير بعد قرابة أربعة عقود إلى الجزائر، تفاعل معه محبوه، لذلك سارعوا إلى شراء التذاكر منذ أول يوم. جاء قرار إيدير التاريخي بالعودة وإحياء حفل في الجزائر بشكل رسمي، بعد أن نجح الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في إقناعه. قال هذا الفنان في وقت سابق؛ إن أمل العودة إلى الجزائر كان دائما يراوده، شأنه في ذلك شأن تغيّر الوضع بخصوص قضية ترسيم الأمازيغية، الذي كان شرطا أساسيا للغناء مجددا في الجزائر. وأضاف أن ترسيم الأمازيغية الذي أقره الدستور المعدل سنة 2016 يعد خطوة مهمة، وهو سبب مقنع للقاء جمهوره في الجزائر. تمكن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، من إقناع الفنان إيدير بالغناء مجددا في الجزائر، في حفل رسمي يرتقب أن يكون يومي 4 و5 يناير 2018، تحتضنه القاعة البيضاوية "محمد بوضياف" بالجزائر العاصمة، وتعذر عليه إحياؤه يوم 12 يناير بسبب ارتباطه بموعد آخر في أوروبا، على أن يقوم بجولة غير منتظمة بين شهري ماي وجوان في ست ولايات هي؛ تيزي وزو، بجاية، وهران، تلمسان، قسنطينة وباتنة. ويحيي حفل رأس السنة الميلادية 2018 بولاية تمنراست. إيدير الذي لم يغن منذ 39 عاما في الجزائر، بسبب مواقفه السياسية المتعلقة بقضية ترسيم اللغة الأمازيغية، سيعود في حفل ضخم، اشترط أن ينظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة فقط. وحسبما صرح به بن الشيخ، فقد تمت دعوة عدد من المغنيين الذين شاركوا إيدير في ألبومه الأخير "من هنا وهناك"، إلى جانب عدد من الفنانين الجزائريين من مختلف نقاط الوطن لحضور هذا الحدث الاستثنائي. يعود الفنان الكبير إيدير مع مشاركة عدد من الفنانين الفرنسيين الذين ساهموا في ألبومه الأخير، حيث أصر على أن يؤدي عمالقة الفن ونجوم عالميون من فرنسا، أغان باللغة الأمازيغية، يتقدّمهم المغني الكبير شارل أزنافور، وفرانسيس قابريال، باتريك برويل، ماكسيم لوفوريستيي، غرون كور مالاد، برنارد لافينيي وجيرارد لينورمان وهنري سالفادور، بمشاركة رقيقة من ابنته ثانينا. قام إيدير بترجمة الأغنية الشهيرة لأزنافور "لابوام"، وبدا الفنان منسجما ومندهشا في نطقه للكلمات بالأمازيغية، وعنه أكد إيدير أنه كان من بين الناطقين الجيدين الأوائل، وأنه قام بتحبيب لغته الأم للعملاق شارل أزنافور، كاشفا عن أنه لا يتوانى أبدا في البحث عن المعنى وتلقين الكلمات صوتيا مهما كانت معقدة، وأضاف صاحب رائعة "أسندو" أن أزنافور نجح في الغناء بالأمازيغية كأنه من منطقة القبائل. من جهته، قال إيدير "إنه في هذا العمل ترسخت لديه قناعة شخصية، مفادها أنه مهما كان المكان الذي ولد فيه، فهو نفسه الذي نحن فيه الآن"، في إشارة إلى نقل الثقافة الجزائرية والأمازيغية على الخصوص والاشتغال عليه. ❊دليلة مالك ثقافيات الملتقى الوطني حول الإبداع الأدبي دعا المشاركون في ختام الملتقى الوطني الأول حول الإبداع الأدبي، الذي احتضنته ولاية الجلفة على مدار يومين كامل، إلى ترسيم هذه التظاهرة لتكون موعدا ثقافيا يتكرر كل سنة. دعا باحثون وجامعيون وكذا عدد من النخب الثقافية التي حضرت أشغال هذا الملتقى، في موضوعه "الخطاب الصوفي في الأدب الجزائري المعاصر"، الذي أسدل الستار عليه يوم الأحد المنصرم بدار الثقافة "بن رشد" بالمدينة، إلى ضرورة ترسيمه وتثبيته ليكون موعدا ثقافيا يتكرر كل عام، يجمع المبدعين والمثقفين والأكاديميين في مختلف مشارب الأدب. تم في أشغال هذا الملتقى بعد إثرائه على مدار يومين كاملين بجملة من المداخلات صبت في محور موضوعه، استحضار شخصية الروائي والصحفي المرحوم "أحمد بن الصغير" الذي ينحدر من ولاية الجلفة، من مواليد عام 1970، خريج معهد الآثار بجامعة الجزائر العاصمة، اشتغل بالصحافة وكان من رواد المشهد الإعلامي في الولاية، شارك رفقة عدد من زملائه في تأسيس أول أسبوعية محلية بعنوان "دنيا الجزائر"، تلى ذلك مشاركته في تحرير "أسبوعية بلادي". كان المرحوم الذي اهتمت به دار الثقافة من خلال مبادرتها هذه بتسمية الملتقى على اسمه، قد أسس "أسبوعية السفير"، كما كانت له جملة من المقالات في العديد من اليوميات وكان مراسلا صحفيا للكثير من العناوين الصحفية، وقد أبدع في صياغة وتحرير النصوص الإبداعية في ميدان السرد، وكانت له مشاركات في الملتقيات الأدبية والفعاليات الوطنية. من أثاره الأدبية، مجموعة قصصية بعنوان "أجراس المكان"، وقد وافت المنية هذا الشاب المبدع الذي رحل باكرا إثر سكتة قلبية تعرض لها في ال15 من شهر جويلية من عام 2007، لتفقد الساحة الثقافية أحد مبدعيها اليافعين. أول مطبوعة لتعليم الأمازيغية تصدر بتبسة أصدرت مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة لولاية تبسة، مطبوعة لتعليم الحروف الأمازيغية بخط التيفيناغ، على هامش التحضيرات الجارية للاحتفالات برأس السنة الأمازيغية ينار 2966 المصادفة ل 12 جانفي. المبادرة جاءت كمساهمة فعالة في تعليم وتلقين الأمازيغية، ليستفيد منها تلاميذ المؤسسات التربوية الذين يدرسون هذه اللغة. المطبوعة أشرف على مراجعتها كل من الشاعر الأمازيغي عادل سلطاني والشاعرة الأوراسية الكبيرة يماس لوراس، بتصميم مميز لنور الدين دغبوج، وتم توزيع الآلاف من هذه المطبوعة، بالتنسيق مع مديرية التربية للولاية على كل المؤسسات التربوية ومؤسسات النشاط الاجتماعي، بالإضافة إلى زوار دار الثقافة "محمد الشبوكي". ينتظر المهتمون بالأمازيغية في الولاية، أن يتم فتح ورشة لتعليمها على مستوى دار الثقافة "محمد الشبوكي"، بعد فتح العديد من الأقسام التربوية عبر تراب الولاية. الباهية تحتفل بيناير تنطلق الطبعة الأولى لأسبوع التراث الأمازيغي بين 9 و14 جانفي الجاري بوهران، تحت شعار "يناير يجمعنا"، من تنظيم مديرية الثقافة والجمعية الثقافية "نوميديا"، بمساهمة مديرية الشباب والرياضة، وتتضمن مزيجا متنوعا من الأنشطة التراثية والفنية التي تبرز ثراء الثقافة الأمازيغية، وبهذه المناسبة، ستقام عدة معارض بمشاركة أكثر من 80 عارضا، تبرز مختلف الجوانب الثقافية الأمازيغية، منها الطبخ والتراث المادي واللامادي الأمازيغي والمخطوطات والمنحوتات واللوحات الفنية والكتب والآلات الموسيقية. كما ستبرز هذه المعارض مهارات بعض الحرفيين في مجالات إنتاج العسل والحلفاء والنحاس والفخار وصناعات الصابون والجلود والسيراميك والحلي التقليدية والأزياء التقليدية والحياكة، وغيرها من الحرف اليدوية، فضلا عن إقامة ورشات لعرض بعض الصناعات في النسيج والطرز والحلويات. كما سيكون الجمهور الوهراني على موعد مع كرنفال "ايراد" والفلكلور الأمازيغي من تقديم فرقة "إظبالن"، وتقديم مقطوعات موسيقية من التراث الأمازيغي الجزائري من طرف طلبة المعهد الجهوي للموسيقي لوهران ولقاءات شعرية وعرض سلسلة من الأفلام، منها "ماشاهو" للمخرج بلقاسم حجاج و"أزول" لنبيل قربي، مع عروض مسرحية وفي فن الحكاية، وتم أيضا برمجة ندوات أدبية تتناول عدة مواضيع منها "الأدب الأمازيغي بين الشفوية والكتابة" و"احتفالية يناير" و"أعمال الكاتب الكبير مولود معمري" و"دور المجتمع في تعزيز الثوابت الوطنية وسبل تثمينها"، فضلا عن إقامة ورشة لتعليم اللغة الأمازيغية. ❊ق.ث