منح الاتحاد الدولي للأدباء العرب المعتمد في أمريكا، شهادة تقديرية للمبدعة والأديبة والمصممة سلمى نعيمي، نظير إبداعها المتميز في تصميم الحلي وأعمالها الأدبية القيمة. قدمت هذه الهيئة التي يوجد مقرها الرئيسي في مصر، ويرأسها الأستاذ إيهاب عبد الله البعبولي هذه الشهادة لسلمى نعيمي التي تعرف عليها الجمهور من خلال تميزها في عالم الثقافة والإبداع الأدبي. كما تألقت في تصميم الحلي التقليدية التي ترمز إلى الموروث الثقافي الحضاري لمنطقة الأوراس الكبير. في تصريح خصت به «المساء»، قالت السيدة نعيمي، إنها تطمح إلى تأكيد حضورها في الساحة الأدبية والثقافية من خلال تقديم أعمال جديدة ومختلفة، مشيرة إلى أن الأدب يسكن روحها، فهو كالأكسجين بالنسبة لها، كما يمنحها متعة كبيرة. أضافت نعيمي التي بدأت مسارها الفني والأدبي وعمرها لا يتجاوز 12 سنة، أن التشريف الذي حظيت به من الاتحاد الدولي للأدباء العرب، هو تشريف للوطن، معتبرة أنها ترغب في تقديم الأفضل. بالنسبة لمشاريعها الفنية القادمة في الجمعية الثقافية «روابي» لولاية باتنة، التي تترأسها، أوضحت أنها أطلقت برنامجا ثقافيا مميزا يشمل تنظيم ندوات فكرية وأمسيات شعرية والقصة، مع التركيز على الفعاليات النسوية وإبراز القامات النسوية الأوراسية، وتفعيل دور المرأة في الحركة والديناميكية المرتبطة بالتنمية في شتى جوانبها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفنية والرياضية. أضافت أن هذه الأنشطة ترتكز بالأساس على إبداعات المرأة الأوراسية ونضالاتها ودورها في المجتمع، واستعراض منجزات الجمعية التي قطعت أشواطا كبيرة في سبيل تفعيل حركة النشاط الثقافي بالولاية. في المقابل، تهتم سلمى بالفن السابع، وستعمل على بعثه خاصة السينما الأمازيغية، إضافة إلى تكوين مبدعات لاقتحام عالم السينما والمسرح، من خلال تنظيم ورشات. كما ستفسح المجال للمبدعات لتثمين الإبداع النسوي، خاصة المرأة الريفية، علاوة على تفعيل مختلف مراكز التكوين للمرأة الماكثة في البيت. في هذا السياق، ركزت سلمى على إنجازات المرأة والمكتسبات التي تحققت بفضل برامح رئيس الجمهورية، وما جاء به الدستور الجديد الذي يكمل وظائفها وأدوارها ويضمن حقوقها ويقر بواجباتها. وعن أهداف جمعيتها، قالت السيدة نعيمي، بأن جمعية «الروابي» تهتم بكل الفنون الأدبية والفنية والإبداعية، وتعمل على اكتشاف وتشجيع المواهب، وتقديم الإعانات المادية والفكرية بنسبة 30 بالمائة، مع الحرص على حماية التراث الثقافي المحلي للولاية، بالتنسيق مع المصالح المعنية ومديرية الثقافة. إضافة إلى تأطير المبدعين الشباب. نوهت في ختام حديثها بجهود القائمين على النشاط الثقافي والأدبي بالولاية، الذي يحتاج في تقديراتها لدعم من السلطات المحلية من أجل استغلال كنوز المنطقة. ع.بزاعي ندوة حول التراث المادي وغير المادي في الأوراس ... حماية الآثار ضرورة إستراتيجية أجمع مشاركون في ندوة حول «التراث المادي وغير المادي في الأوراس»، الذي احتضنه قاعة سينما «النصر» بباتنة، بمبادرة من جمعية «شباب أصدقاء بلدية»، على أنّ حماية الآثار ضرورة إستراتيجية، مما يتطلب إعادة الاعتبار للمتاحف والعمل على إبراز سياسة واضحة المعالم، لدعم القطاع إعلاميا وماديا باستغلال وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، للتحسيس ليس فقط بأهمية المحافظة على التراث المادي وغير المادي الذي تزخر به المنطقة، وإنما لتفعيل دور الإعلام في العملية. أكد المشاركون على ضرورة المساهمة في تنظيم وربط العلاقات لإرساء مهرجانات ومؤتمرات من أجل تشجيع كل الأنشطة الثقافية الهادفة في الجامعات، والعمل على التواصل بينها وتبادل الخبرات لاستغلال الخصوصيات الثقافية، واعتبروا الظرف مواتيا بعد ما أقر رئيس الجمهورية يوم 12 يناير عيدا وطنيا واستحداث أكاديمية للغة الأمازيغية. جاء التركيز بالخصوص، على ضرورة المحافظة على التراث المادي وغير المادي الذي حمل شعار «تراثنا هويتنا»، في محورين أساسيين، يتعلق الأوّل بالتاريخ الشفوي غير المادي لمسيرة الجزائر، والثاني لصور تجليات الفعل الحضاري الجزائري في التراث المادي. أبرز من جهته الدكتور جمال مسرحي، صاحب العديد من المؤلفات في مجال التاريخ الأمازيغي، وأستاذ بجامعة باتنة، أهمية هذه الندوة وسرد مختلف الحقب التاريخية للأمازيغ الذين عمروا شمال إفريقيا. كما تطرق لبعض أسماء ملوك الأمازيغ والمناطق التي كان لها دلالات وسياق معنوي خاص بتلك الحقبة. من جهته، تطرّق السيد نحالي جمالي رئيس قسم اللغة الأمازيغية بجامعة باتنة، إلى مفهوم وأهمية التراث بشقيه المادي وغير المادي، وضرورة الحفاظ عليه لصون ذاكرة الأمة والظروف التي ميزت تطور اللغة الامازيغية وتداعيات تفاعلاتها مع الحركة الثقافية في الجزائر على مر السنين، بعدما خطت خطوات جبارة في سبيل اكتساب مقومات أكاديمية ستجعل منها لغة كاملة، وجب توحيد مصادر تعليمها، مثل ما أكد عليه مختصون. أما السيد سمير بوراس بصفته رئيس الجمعية المنظمة، فقد ثمّن قرار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بعدما كرس هذا اليوم عيدا وطنيا، مؤكدا ارتياح الشعب الجزائري لهذا القرار التاريخي الذي يعزز اللحمة الوطنية ويؤرخ لمرحلة أخرى، للتصالح مع الهوية والمقومات الثقافية التي يزخر بها الوطن، كما ركز على أهمية التراث في ترسيخ فكرة الهوية، وذهب بعيدا في دحره لفكرة الموروث المختار، لأنه يقوم بالأساس، حسب تقديراته، على أفكار إيديولوجية تخلط بين مفهوم التراث كهوية وتراث ينطوي على أفكار تجارية تقصي وتهمش شخصيات ومعالم أثرية وتاريخية. ع.بزاعي