سطرت مديرية الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية لبلدية باتنة، برنامجا ثريا لإحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة "أمنزو ن يناير 2968"، يتضمن أنشطة ثقافية ثرية بمشاركة عدة جمعيات محلية وثقافية، ستنطلق يوم الثلاثاء المقبل، وتدوم إلى غاية 13 من الشهر الجاري، تحت شعار "ثقافتنا هويتنا"، حسبما علم من المكلف بالإعلام، فتح الله بلعيد. أوضح المسؤول أنه سيتم استعراض نشاطات العديد من الجمعيات التي ساهمت بمعارض تقليدية للألبسة والأواني التقليدية التي وسمت بالحروف الأمازيغية، تقام بخيمة تمثل البيت الأوراسي، فضلا عن عرض الحلي الأوراسية، الفخار، والأكلات الشعبية التقليدية، الصور الفوتوغرافية حول التاريخ والحضارة الأمازيغية والحلي التقليدية الأمازيغية والمعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة، ومعرض آخر للكتاب المدرسي الأمازيغي. في هذا السياق، ذكرت مديرة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية لبلدية باتنة، السيدة عتيقة بوعكاز، أن النشاط سيشمل ندوة مفتوحة حول التراث المادي وغير المادي الأمازيغي، وأكدت أن ذلك ينطوي على دعم العلاقة التكاملية بين الثقافة واللغة، لتعزيز مكونات الهوية الوطنية، التي تصب في مسار تطويرها والمحافظة على هذا التراث الثقافي الوطني، وتوسيع دائرة تدريسها عبر كل ولايات الوطن، وتجسيد بعدها الوطني كما هو منصوص عليه في الدستور، والاهتمام أكثر بالعمل الجامعي وتوسيع استعمالها في المحيط الجامعي. سيكون انطلاق التظاهرة من مقر البلدية، حسبما أوضحه النائب المكلف بالشؤون الاجتماعية الرياضية والثقافية نواري يوسفي، من خلال قافلة لفرق (فلكورية، فنتازية للخيالة والبارود)، ستجوب شوارع المدينة في استعراضات فلكلورية تراثية تعكس ثراء عاصمة الأوراس باتنة، على أن تحط الرحال بساحة 01 ماي بمحاذاة المسرح الجهوي، لتنطلق بعد ذلك هذه القافلة مرة أخرى لتجوب الأحياء الشعبية الموزعة على مستوى تراب مدينة باتنة، كما ستشمل التظاهرة حفلات فنية من تنشيط فناني المنطقة الذين سيطربون جمهورهم المميز. وحول المناسبة، أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي نور الدين ملاخسو، أن هذا النشاط يهدف إلى ترسيخ عادات وتقاليد المنطقة، فضلا عن أنه يشكل فرصة للشباب للاطلاع على نماذج وكيفية الاحتفال بهذه المناسبة، مؤكدا في السياق أن ترقية الأمازيغية تعد مكسبا إضافيا من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية، ومن المرتقب أن تتوج هذه الفعاليات بتنظيم خرجة سياحية لضريح إمدغاسن. يذكر أن "منزو ن يناير"، يعتبر حسب الموروث الشعبي إيذانا ببداية الاستعداد للموسم الفلاحي، ويحيل في نفس الوقت إلى التيمن بالخصب، وإلى ذكرى سنوية للتلاقي، وإعداد أطباق متنوعة، حيث تحتفل العائلات الأوراسية هذه السنة برأس السنة الأمازيغية 2968 لتؤكد الامتداد، ويعد الاحتفال بهذه المناسبة مثالا وصورا للتفاؤل بسنة خصبة، حتى ولو اختلفت العادات من منطقة لأخرى، إلا أن المغزى ثابت، وهو الحفاظ على البعد الحضاري الذي تتميز به الجزائر وتراثها الموغل في التاريخ، لتبقى هذه العادات شاهدة عليه. ❊ع. بزاعي