أحيت، أمس، وزارة الدفاع الوطني الذكرى الستين لأحداث ساقية سيدي يوسف، الموافقة ليوم للثامن فيفري التي امتزجت فيها دماء الشعبين الجزائريوالتونسي. وبهذه المناسبة نظمت الوزارة تظاهرة ثقافية وإعلامية بالمتحف المركزي للجيش الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، تدوم ثلاثة أيام، تخليدا لأرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف. وبالمناسبة، نوّه مدير الإيصال والتوجيه والإعلام لأركان الجيش الوطني الشعبي اللواء بوعلام مادي،الذي أشرف على الاحتفالية، بعمق وقوة العلاقات التاريخية بين الجزائروتونس، وأن إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، تُعد سانحة لاستحضار تلك الملحمة البطولية بين الشعبين الشقيقين، والتي رسمت فيها أعظم صور التلاحم والتآخي والتضامن. وقال اللواء مادي في كلمته نيابة عن الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إن هذه المناسبة ستبقى وقفة خالدة لا تنقطع ذكراها، ورمزا للأخوة والحرية والكرامة، «وستظل الرسالة التي ضحوا في سبيلها، أمانة في أعناقنا من أجل المحافظة على المثل والقيم والمبادئ التي استشهد من أجلها رجال صنعوا قصة حياة تحمل عبقرية شعب وصمود أمة، ودوّنها التاريخ بأحرف من نار ونور، فأضحت مرجعية للأجيال المتتالية، تنير طريقها حتى تسير بخطى ثابتة على نهج الأبرار». كما أبرز الأستاذان مدني بشير ومحمد الشريف سيدي موسى من جامعة البليدة 2 في مداخلتيهما، عدة جوانب تاريخية ناصعة في تاريخ الشعبين. وكشفا عن شتى المواقف المشرفة التي تبرز أواصر الأخوة المتجذرة التي لم يستطع الاستعمار الفرنسي قطعها. في هذا الصدد عدّد الأستاذ مدني مواقف الدعم السياسي والعلمي والاجتماعي من طرف تونس حكومة وشعبا نحو الجزائر، التي عرفت منذ بداية الثورة، حصارا عسكريا وحملة وحشية ضد كل منتفض. كما ذكر المجاهد يوسف مصار أن الجزائر لم تنس ولن تنسى فضل تونس على الجزائر، وتعرف كيف ترد الجميل، وتحافظ على اللحمة بين الشعبين والدولتين. للإشارة، حضر الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة التاريخية ضباط من الجيش الوطني الشعبي، الملحق العسكري البحري والجوي لدى سفارة الجمهورية التونسية ومجموعة من المجاهدين، بالإضافة إلى طلبة من بعض مدارس الجيش الوطني الشعبي وتلاميذ من المؤسسات التربوية، الذين اطلعوا على معرض الصور المنظم ببهو المتحف المركزي للجيش، الذي احتوى على عدة صور تبرز همجية المستعمر الفرنسي وانتقامه من السكان العزّل، وأخرى تبين المواقف التاريخية المشرفة للسلطات التونسية التي رافقت المجاهدين والحكومة المؤقتة خلال الثورة التحريرية المظفرة إلى غاية الاستقلال.