تعمل شركة "انفراراي" التابعة للشركة الوطنية للسكك الحديدية، على إخضاع الكثير من مسارات السكة الحديدية لإعادة التهيئة والتأهيل انطلاقا من محطة مدينة وهران باتجاه الجزائر العاصمة، حيث إن العملية تشمل الكثير من المسارات التي لم يشملها التأهيل منذ أزيد من عشرين سنة على الإنجاز. وتتواصل العملية على مستوى العديد من النقاط من أجل صيانة مختلف القضبان، إلى جانب إعادة تهيئة الأرضية القاعدية، وتجديد حجر الرص على طول الخط المزدوج ما بين محطة وهران إلى غاية محطة يلّل بولاية غليزان، التي يجري على مستواها إنجاز طريق مزدوج جديد على طول 93 كلم ما بين محطتي يلل بولاية غليزان ووادي سلي بولاية الشلف، خاصة أن العملية تشرف عليها مؤسسة تركية متخصصة في المجال. وحسب المعنيين بالإنجاز والمتابعة على مستوى المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية، فإن هذا الجزء المتبقي هو الأخير من المسار الرابط بين وهرانوالجزائر العاصمة، الذي كان ينقصه الخط المزدوج؛ الأمر الذي من شأنه أن يسهل حركة سير مختلف القطارات، حسب مختلف الاتجاهات. يأتي العمل على الإسراع في إنجاز وتيرة الأشغال بعد القرار الأخير الذي اتخذته وزارة الأشغال العمومية والنقل بالتنسيق مع مصالح المديرية العامة للنقل بالسكك الحديدية، القاضي بوضع حيز الخدمة قاطرات جديدة من نوع "كوراديا" الفرنسية، التي من شأنها أن تساهم في تقليل الضغط في مجال تنقّل الأشخاص؛ من خلال توفير وسيلة نقل حديثة صديقة للبيئة تقلّل من زمن الرحلة ما بين وهرانوالجزائر العاصمة، إلى أقل من أربع ساعات وفي ظروف مريحة جدا وممتعة. ومن هذا المنطلق كان لزاما على مسيّري الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مواكبة التطور العصري والحديث من خلال العمل على توفير الوسائل والإمكانيات الضرورية لمسايرة الوضع المتجدد؛ من خلال البعث الفعلي لمشاريع التهيئة والترميم وإعادة التأهيل، وبالتالي عصرنة مسارات السكك الحديدية، التي تدخل ضمن البرنامج الوطني الهادف إلى توفير المزيد من الرفاهية للمسافرين في مختلف الاتجاهات، منها على الخصوص خطوط وهرانالجزائر العاصمة وخط وهران بشار وخط وهران عين تموشنت تلمسان عبر سيدي بلعباس في ما يخص الجهة الغربية. ومن المنتظر أن يتم تسليم مختلف المشاريع في وقتها المحدد لها، لا سيما ما تعلق بخط وهرانالجزائر العاصمة، الذي سيتم تدشينه والشروع في استغلاله مع استلام أولى عربات قاطرات "الكوراديا" بداية من الثاني من شهر مارس المقبل. ومن المنتظر أن يتم إجراء التجارب التقنية الأولية خلال الأيام القليلة المقبلة ما بين وهرانوالجزائر العاصمة؛ باعتبار أن أولى الرحلات الوطنية ستتم عبر هذا الخط. يُذكر بالمناسبة أن قطارات "كوراديا" الفرنسية من إنتاج شركة الستوم الفرنسية، وصلت إلى ميناء سافون الإيطالي يوم 28 جانفي الماضي. كما أن القاطرات الجديدة هجينة؛ بمعنى أنها تعمل بالديزال والطاقة الكهربائية وسرعتها القصوى تبلغ 160 كلم / ساعة، كما أنها متكونة من ست قاطرات، وطولها 110 متر وتحوي 254 مقعد، منها 60 مقعدا من الدرجة الأولى. وإلى جانب هذا فإن الشركة الوطنية للسكك الحديدية سبق لها أن تقدمت بطلب الحصول على 17 قاطرة خلال السنة الجارية، سيتم تدعيم خطوط وطنية بها لا سيما على مستوى خطوط مغنية وبشار ووهران وسيدي بلعباس وتلمسان بها في أولى المراحل؛ على أن يتم تعميم العملية على القطر الوطني خلال العام المقبل. ج.الجيلالي