تصوب أنظار أنصار فريقي اتحاد سيدي بلعباس ومولودية وهران، ومعهم متتبعو شأن الكرة الجزائرية، عصر اليوم، باتجاه ملعب "24 فيفري" بمدينة سيدي بلعباس، لمواكبة لقاء هام يجمع بين الجارين في "داربي الغرب"، يؤشر بندية وقوة كبيرتين، لرغبتهما في حصد المزيد من النقاط، تبقيهما ضمن كوكبة المقدمة، فضلا عن تكريس السيطرة على "داربيات" الجهة الغربية للوطن. يلعب الاتحاد والمولودية "الداربي" ال52 لهما، إذ لم تخل جميعها من الإثارة والتشويق، ويدون الأرشيف إطاحة الاتحاد بالجارة المولودية في أربع منها، الأروع كانت موقعة ملعب "الحبيب بوعقل" في موسم 88 /1989 التي فاز فيها البلعباسيون بالأداء والنتيجة (4/3)، أما آخر مواجهة بينهما، فانتهت إيجابا بملعب "أحمد زبانة" (1/1). أما آخر مقابلة استضاف فيها الاتحاد الجيران الوهرانيين، هزمهم فيها داخل أسوار ملعبه بواقع (2/0) من توقيع زواري في الد44، وبالغ سفيان في الد58، غير أن مباراة اليوم، سبقها وعلى غير العادة، شحن غير مسبوق من صنع أشباه أنصار الفريقين، الذين "لوثوا" مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو مليئة بالتهديد والوعيد، للنيل من بعضهم البعض، وتجاوزت بعضها (أي مقاطع الفيديو) الخطوط المسموح بها، استشعر منها العقلاء في الجهتين والخيرين، وكذا مصالح الأمن في المدينتين (سيدي بلعباس ووهران) خطرا محدقا، فبادروا بحملات تحسيسية لدى الأنصار، قصد التحلي بالروح الرياضية والحفاظ على العلاقات الوطيدة بين الفريقين، التي رسختها أقدام كروية مبدعة بلعباسية ووهرانية، فكم من لاعب دافع باستماتة من هذه الفريق على ألوان الفريق الآخر عبر أجيال، وامتد ذلك حتى إلى المدربين، وحتى الحاليين، سبق لهما أن قادا الفريقين، فمعز بوعكاز درب الاتحاد منذ موسمين، وحقق معه مرحلة ذهاب مثالية، وشريف الوزاني درب "الحمراوة" عدة مرات، علما أنه خريج مدرسة مولودية وهران. يصر المدرب معز بوعكاز على مواصلة تألق فريقه في مرحلة الإياب من البطولة الوطنية، رغم صعوبة المواجهات المتبقية سواء داخل الديار أو خارجها، والضغوط التي تصاحبها، حيث طالب لاعبيه بنتيجة إيجابية أمام اتحاد سيدي بلعباس، تكون تأكيدا على استحقاقية نيل فريقهم الوصافة، مشددا عليهم العمل بنفس الكيفية، واللعب بحرارة وإرادة كبيرتين فوق أرضية الميدان، دون إغفالهم تطبيق نصائح الطاقم الفني بحذافيرها، وتشبثهم بنفس الطريقة التي اعتادوا اللعب بها خارج الديار، مذكرا إياهم بإمكانياتهم التي يقدرون بها هزم أي فريق مهما كان وزنه ورتبته. ثلاث ركائز أساسية تعوض مثلها مصابة تدرب "الحمرواة" في حصة أخيرة صبيحة أمس، وقضوا ليلتهم بفندق "شيراطون" بوهران، وأقلعوا صبيحة اليوم إلى مدينة سيدي بلعباس، درءا لمزيد من الضغوط، حسب الطاقم الفني الذي سيفتقد رسميا لخدمات محرك الفريق عواد محمد الأمين ، وبودومي بداعي الإصابة، وشيبان للإيقاف، وفي المقابل سيسترجع خدمات بن عمارة، مكاوي وبن تيبة. ❊سعيد.م