حققت مولودية وهران الأهم، وفازت بثلاث نقاط ثمينة قفزت بها إلى الرتبة الثانية وحيدة، وبرصيد 32 نقطة وبفارق 7 نقاط عن الرائد شباب قسنطينة، مستفيدة من نتائج الجولة ال19 التي خدمتها كثيرا، بعد تعثر جماعي للمنافسين المباشرين على الوصافة، شبيبة الساورة، مولودية الجزائر واتحاد العاصمة. لم يكن يهم «الحمراوة» عناد الضيف دفاع تاجنانت، ولا مشاكله المتراكمة، بقدر ما كان يعنيهم الفوز الهام الذي به يتفادون انفجار البيت، الذي عاش أسبوعا عصيبا أثّر على معنويات كل مكوناته، فأصروا على خطف «الغلّة» حتى ولو في الأنفاس الأخيرة للمباراة، بواسطة رأسية محكمة للمتألق صبري غربي، الذي فجّر هدفه فرحة هستيرية فوق أرضية الميدان والمدرجات، أكدت الضغط الكبير الذي كان تحت وطأته الوهرانيون. جاءت المباراة قوية وندّية، وظهر فيها الضيف تاجنانت مصمما على مقارعة المحليين، ولولا نقص الخبرة لعاد بنقطة ثمينة، أضف إلى ذلك الأخطاء الدفاعية القاتلة التي ساعدت على هزمه، والتي كان نبّه إليها المدرب الجديد التونسي حمادي الدو، رغم انصياع أشباله لمطلبه اللعب بروح قتالية كبيرة فاجأت «الحمراوة» لاعبين وأنصارا، الذين وقفوا على سجال في التهديف، بداية بمولودية وهران التي وقّع لها المنتدب الجديد شيبان الهدف الأول في الد 37، قبل أن يبادر الضيوف بالهجوم، ويتحصلوا على ضربة جزاء مشكوك في صحتها، ترجمها ماروسي إلى هدف التعديل في الد42 ، ليعود شيبان ثانية، ويمنح «الحمراوة» الأسبقية في النتيجة في الد62 ليرد عليه مهاجم الدفاع بلمختار بهدف رائع في الد81، قبل أن يغيّب الوهراني غربي فرحة تاجنانت بهدف ثالث في الد90 كان عنوانا لانتصار صعب، لكنه مستحق. كانت الحسرة كبيرة في غرف تبديل الملابس لدفاع تاجنانت، على تضييع ما أسماها المدرب التونسي حمادي الدو، العودة إلى الديار بنتيجة إيجابية، خاصة في الدقائق الأخيرة، معترفا باهتزاز خط دفاعه، الذي قال عنه بأنه هزمه قبل «الحمرواة»، منتقدا التحكيم رغم أن الحضور أقروا بأن الحكم حنصال ومساعديه أداروا اللقاء بامتياز، باستثناء لقطة ضربة الجزاء لتاجنانت التي حامت حولها شكوك حول صحتها، وأضاف مصرحا «لن أتكلّم كثيرا عن التحكيم، حتى لا أعاقب من قبل الرابطة الوطنية، فريقي أدى لقاء قويا وأظهر تحسنا كبيرا على جميع الأصعدة خاصة في الهجوم، وكان يستحق أن يكافأ عليه بنتيجة إيجابية، لكن هزمتنا الأخطاء الدفاعية التي بسببها تلقى الفريق أهدافا كثيرة في الأسابيع الماضية، أما بالنسبة لضربة الجزاء التي منحت لفريقي، فهي شرعية، وليست هدية من الحكم». أما مدرب مولودية وهران معز بوعكاز، فاعتبر فوز فريقه بالهام، يعيد السكينة للبيت ولأنصاره الأوفياء، الذين قلقوا على مسيرة فريقهم بعد الإقصاء من مسابقة الكأس. وواصل يقول «حققنا ما خططنا له، وفزنا بثلاث نقاط هامة، تجاوزنا بها مرارة الإقصاء من سباق الكأس، لكن لم يكن سهلا ذلك أمام فريق عنيد وجريح يلعب من أجل بقائه، لكن أشبالي أثبتوا أنهم يملكون شخصية قوية، وكسبوا المباراة في الأوقات الصعبة، وهذا الفوز سيسمح لنا من تحضير «الداربي» أمام اتحاد سيدي بلعباس في هدوء، وأؤكد أننا نسعى حاليا لضمان البقاء قبل أي هدف آخر».