استحضرت ولاية باتنة، أول أمس، الذكرى ال20 لوفاة المجاهد الراحل العقيد الحاج لخضر، الذي صنع لوحات بطولية في تاريخ الجهاد والصمود والغيرة على هذا الوطن. عكف مشاركون في ندوة تاريخية احتضنتها كلية العلوم الإسلامية، على إبراز مناقب وبطولات أحد أبطال منطقة الأوراس، المجاهد الرمز العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو الحاج لخضر، خلال الحقبة الاستعمارية وحتى بعد الاستقلال، كما تم التطرق لكفاحه وجوانب من شخصيته. بالمناسبة، تم استعراض شهادات حية لشخصيات تاريخية ورفقاء دربه في الكفاح، الذين استحضروا ذكرياتهم بالمرحوم الذي كرس وقته لخدمة الوطن. إذ تم خلال افتتاح التظاهرة التي أشرفت عليها السلطات الولائية، عرض شريط تناول مسار حياته النضالية وكفاحه وخصاله، ضمن خصوصيات ينفرد بها المرحوم، شكلت مادة بحث في هذه الندوة. يعد المرحوم الحاج لخضر من أبرز الشخصيات التاريخية بالمنطقة التاريخية الأولى، ولد سنة 1916 بقرية أولاد أشليح ببلدية عين التوتة، ولاية باتنة، من عائلة فقيرة. غادر الوطن إلى فرنسا سنة 1936 بحثا عن العمل وسنه 20 عاما، وفي تفكيره البحث عن طريقة للتخلص من العدو، هناك التقى بمجموعة من الجزائريين كانوا يلتقون من حين لآخر يتحدثون عن الوطن ويضعون خططا من أجل إخراج العدو من الوطن. عاد الحاج لخضر إلى الوطن بعد أن قضى أربع سنوات في المهجر، وأول ما قام به هو تكوين خلية سرية بمدينة باتنة سنة 1939، لا يتعدى عدد أفرادها 15، وكان مقر اجتماع الخلية دار السيد مزيان الحلوانجي. استمر العمل لمدة ثلاث سنوات، وكان اتصال الخلية الأول بالمناضل مصطفى بن بولعيد سنة 1941، حيث قدم لهم برنامجا جديدا. بعدها كون الحاج لخضر خلية أخرى بمدينة عين التوتة سنة 1942. فكلفه سنة 1944 الشهيد مصطفى بن بولعيد بتولي مهمة استقبال المناضلين القادمين من شمال قسنطينة، وكان يقوم بجمع الأسلحة بمساعدة لخضر بن كاوحة وبلقاسم بلعياش والمجاهد محمد بن لخضر بقرية الحجاج. وليلة الفاتح من نوفمبر، التقى الحاج لخضر بالقائد مصطفى بن بولعيد ومجموعة كبيرة من المجاهدين، واختاره بن بولعيد قائدا لأحد الأفواج. واصل جهاده في الأوراس، ويعد منفذ أول هجوم على ثكنة باتنة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954. ترقّى في المناصب العسكرية، ويعد من الذين تعاقبوا على قيادة الولاية الأولى التاريخية قبل أن يستدعى من قبل القيادة للالتحاق بتونس. توفّي المجاهد الحاج لخضر يوم 23 فيفري 1998 بمدينة باتنة، تاركا إرثا تاريخيا لجيل الاستقلال بعدما خلد اسمه بحروف من ذهب، إذ تفرغ بعد الاستقلال للأعمال الخيرية، وهو المبادر بمشروع بناء الجامعة الإسلامية الحصن الديني بباتنة، ومسجد "أول نوفمبر" قلعة الإسلام. ❊ع.بزاعي