افتك الفيلم الوثائقي، عن المجاهد العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو الحج لخضر، الجائزة الأولى للمرة الثانية على التوالي في فعاليات المهرجان الوطني للفيلم القصير، الذي نظم في ولاية باتنة قبل أيام. الفيلم القصير صنف ضمن الأفلام الوثائقية، والذي أبدعت فيه أنامل الشابين أسامة بعطوش وطارق زحزاح بإمكانيتهما الخاص ويعد هذا العمل الوثائقي بمثابة تأريخ سينمائي للراحل المجاهد الحاج لخضر وتاريخ الولاية الأولى. وقال بعطوش على صفحته على الفايس بوك بمناسبة فوزهما بالجائزة الأولى للمرة الثانية على التوالي: لا يوجد شيء كثير ليُقال شقيقي سوى أن ثقل المسؤولية يزداد يوما بعد يوم، ثقل الرسالة والتحديات هوامش الاحتفال يا سادة ليست سوى محطات إستراحة بين الأميال المقطوعة رغم أن الطريق لا يزال في بداياته الأولى، هي هوامش لالتقاط الأنفاس بين كل غطْسة وأخرى، وبالله التوفيق ومنه المنّة . الفيلم الذي يحمل عنوان الحاج لخضر .. رجل الجهاد الأكبر ، يستعرض حياة الرجل ودربه الثوري من خلال شهادات عائلته واصدقائه المجاهدين الذين لا زالوا على قيد الحياة، ومساهمته ضمن رموز القيادة في اذكاء فتيل الثورة في الولاية الأولى بمنطقة الاوراس. وقد ولد المجاهد البطل المدعو الحاج لخضر في 12 مارس 1914م بقرية أولاد شليح باتنة، من أسرة فقيرة ماديا لكنها متشبعة بالقيم الدينية والوطنية التي غرستها في أبنائها، كان لايهاب شيئا، وكان يقصد الأماكن التي يعتقد أقرانه أنها مصدر خطر، وفي شبابه، عمل بإحدى الحمامات بمنطقة عين التوتة. إنخرط في صفوف الحركة الوطنية، وأصبح رئيس فوج بمدينة باتنة، ويعتبر أول من ساهم مع أبطال ثورة التحرير في إشعال فتيل الثورة بمنطقة الاوراس، ساهم في توسيع الخلايا السرية ، حيث كان أحد عناصر إنشاء الخلية السرية الأولى التي حضرت للثورة التحريرية والتي تحقق على يدها الاستقلال. اتصل بالشهيد مصطفى بن بولعيد في سنة1941 حيث تم إعداد برنامج التحضير للثورة التحريرية التي انطلقت في الفاتح من شهر نوفمبر 1954، تدرج في المسؤوليات حتى أصبح قائد الولاية الأولى التاريخية سنة 1956 عقب وفاة رفيق دربه الشهيد مصطفى بن بولعيد، فكان له دور كبير في اختيار العناصر الأكثر كفاءة وفعالية وفي تجنيد المواطنين والمواطنات وجمع التبرعات، واصل المجاهد البطل كفاحه المسلح ضد المستعمر الغاشم إلى ان استقلت الجزائر. وبعد استرجاع السيادة الوطنية، أصبح عضوا بالمجلس الوطني التأسيسي، وفي سنة 1963 توجه بكلمة للمسؤولين، أوضح فيها انه يجب جمع رفات الشهداء، وإعادة دفنهم بمقابر خاصة بهم فكانت مقبرة الشهداء بقلب ولاية باتنة ومقبرة الشهداء بمنطقة عين التوتة. وبعدها انتقل إلى مدينة قسنطينة وتحديدا إلى منطقة وادي يعقوب، أين باشر زراعة أرض فلاحية حتى سنة 1972م، وساهم في تأسيس صرح إسلامي ضخم يتمثل في مسجد أول نوفمبر ، الذي يعتبر الآن من بين أكبر المساجد في الجزائر، وساهم أيضا في إنشاء جامعة باتنة التي تحمل اليوم اسمه جامعة العقيد عبيدي محمد الطاهر ، المدعو الحاج لخضر، وإنجاز مطار مصطفى بن بولعيد الدولي بباتنة، وغيرها من المنشآت الهامة التي تدعم التنمية المحلية في الولاية. وفي سنة 1993اشتد عليه المرض ، رفض العلاج في فرنسا وذهب ليعالج في بلجيكا، أين عالج هناك شهرا ثم توجه إلى بريطانيا مكث فيها 15 يوما للعلاج ليعود إلى وطنه، وتأزمت وضعيته من جديد، وافته المنية في 23 فيفري 1998م بباتنة ودفن بمقبرة بوزوران.