فضحت الأمطار الأخيرة المتساقطة بولاية عنابة مستوى هشاشة البرامج الخاصة بتهيئة شبكات الصرف الصحي وتبليط الأرصفة التي غرقت في المياه، وهو ما أثار غضب والي عنابة محمد سلماني الذي طالب بإعداد تقرير حول وضعية هذه البرامج الفاشلة والتي استهلكت الملايير، وبعد سنة من إنجازها، عادت إلى سابق عهدها، رغم أن دراسة ملف الفيضانات بعنابة تم إسناده إلى عدة مكاتب وطنية كانت قد اشتغلت عليه لسنوات، لكن ذلك حال دون احتواء هذا الوضع المتردي خلال فصل الشتاء، باعتبار أن المنطقة مهددة بالفيضانات لأن طابعها الجغرافي صعب وأراضيها منخفضة وهي تحتاج إلى مخطط استراتيجي فعّال لبعث مشاريع تخص تهيئة وتجديد شبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب.وفي سياق متصل، استفادت أغلب أحياء مدينة عنابة من تجديد شبكة الصرف الصحي خاصة المتواجدة على مستوى الأحياء القديمة على غرار عنابة مركز، ولاكلون وغيرها. لكن تبقى هذه المناطق مهددة بالفيضانات وهو ما يزيد من تخوف سكان البناءات المنخفضة، حيث تتسرب إليها كميات معتبرة من الماء.مثل هذه المشاكل سيتم معالجتها قريبا بعد تعيين خبراء في النسيج الجغرافي لمتابعة الأسباب الحقيقية وراء هشاشة البنية التحتية والتي يتم كل سنة إعداد دراسة خاصة بها.وعلى صعيد آخر، اجتمع مؤخرا، والي عنابة محمد سلماني مع مكتب دراسات وطني مختص في البيئة وشركاء القطاع لدراسة وضعية التسربات المائية الأخيرة التي كانت قد حولت عنابة وسط وما جاورها إلى برك موحلة، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية التي جندت نحو 155 شاحنة امتصاص المياه الراكدة، خاصة على مستوى الطرقات الداخلية والشوارع الرئيسية لاحتواء مشكل غرق عنابة في المياه. وقد رصدت المصالح الولائية بعنابة غلافا ماليا معتبرا قدر ب 15 مليار سنتيم ، خلال شهر جانفي الماضي، وجه لتعبيد الطرقات وتبليط الأرصفة بحي 8 ماي، لاليروز، جبانة اليهود وغيرها والمهددة بالفيضانات بعد تسرب كميات معتبرة من مياه الأمطار إلى سكناتهم.علما أنه تم برمجة 15 عملية جديدة خاصة بجهر الأودية ورفع الأتربة عن المناطق المنخفضة وهي لاكولون، بني محافر وجبانة اليهود، فيما تم تحديد 10 أحياء كنقاط سوداء حددتها مديرية البيئة على غرار أحياء رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة وذلك يدخل في إطار مخطط مكافحة الفيضانات. ❊سميرة عوام